تتحرك من حوله بتؤدة لا يدرك ماذا تفعل بالضبط، ولكن حركتها ترضيه، مضطجع هو بكرسيه المخصص له يرمقها بتفحصٍ وتفكيرٍ قبل أن يتحدث إليها سائلًا:
- ماذا تفعلين؟
توقفت عما تفعله لتهمس بخفوت:
- أنظف الغبار يا سيدي.
تطلع إليها منتظرًا فأكملت ببسمة رقيقة وقد أدركت أنه لا يدرك معظم أفعال البشر فأكملت شارحة:
- الهواء يُراكم ذرات الغبار على الأثاث والأرض فأمحيهم أنا لتصبح نظيفة ولامعة.
توسعت حدقتيه بحركة الإدراك التي أصبحت تلتقطها فتستنتج أنه تفهم حديثها أو استوعبه، نطق بعدها ببرود كعادته:
- نعم مثلما أذهب أنا للصيانة فيمنحوني جلسة تلميع.
انفلتت ضحكتهارغمًا عنها لتومئ برأسها وتهمس بشقاوة:
- نعم مثل جلسة تلميع سعادتك.
لتتبع بعد برهة وعيناها تومض بنظرةٍ أثارت انتباهه:
- إذا أردت أن أمنحك إحدى جلساتك هذه سأفعل بكل سرور.
ضاقت حدقتاه فانتبهت هي لفحوى حديثها لتفكر ما الذي ثرثرت به أثار انتباهه ليسألها:
- ما معنى هذا؟
تشتتت نظراتها وسألته بحيرة:
- معنى ماذا؟ هل في حديثي سيء علي شرحه؟
- لا ليس حديثك، بل نظرتك.. ابتسامتك، وطريقتك وأنتِ تتحدثين ،حديثك بأكمله مختلف.
ابتسمت واقتربت منه ببطء تزن خطواتها وهي تسير على أطراف أصابعها فتتعلق نظراته بها أكثر وهي تخطو بتلك الطريقة التي بحث عن وصفٍ لها بقاعدة بياناته التي زودته بها شروق منذ مدة قصيرة لعلها تساعده في تفسير حركات البشر وانفعالاتهم.. حديثهم وطريقة معيشتهم ليخبره عقله بالوصف عندما مسح جسدها المتحرك بحدقتيه فيخبره أنها «فاتنة.»
ليسأل دون إبطاء فتتوقف خطواتها على سؤاله الذي أتى بنبرةٍ عالية عن المعتاد منه:
- ما معنى فاتنة؟
تطلعت إليه بحيرة لتهمس بسرعة:
- معناها جميلة جدًا.
ردد وكأنه يفكر ويزن الوصف:
- جميلة جدًا.
قبل أن ينظر إليها بعدستيه المضويتين بضوء أزرق رائق:
- إذًا أنتِ جُميلةَ جدًا.
ابتسمت فأضيأت ملامحها بحبورٍ تملك منها لتهمس بلباقة وهي تحني رأسها وتخفضً جسدها بحركة مدللة مائعة:
- شكرًا جزيلا لك يا سيدي. "
المؤلفون > سلافه الشرقاوي
سلافه الشرقاوي
275 مراجعة