لماذا نطمع دومًا بالمفقود؟ أهو حب التملك أم كما قال معلمي، من قبل، توق إلى عالم مثالي والذي رأيناه قبل مجيئنا إلى الدنيا بعد أن أشــهدنا ربنا على أنفسنا، ثم هبطنا بعدها إلى تلك الدنيا بذلك الحنين المكبوت إلى شيء عظيم نفتقده؟ إله جميل واحد أحد خاطبنا وخاطبناه وجنة الخلد رأيناها وتشــوقنا إلى مــا فيها، ولما نزلنا على الأرض ظل هذا الحزن الدائم يلازمنا، فنبكي على كل فائت ونحزن من كل آت، ولو ملكنا ما نسعى وراءه ظل هذا الحزن يلازمنا دون تفسير يرضينا، وما الحبيبة صعبة المنال كتلك الفتاة والعزيز الغائب كمعلمي والأهل الراحلين كأبي وأمي إلا رموزًا نعرب بها عن حزننا لهذا العــالم المفقود، فإذا ملكنا الحبيب ناكفناه، وإذا عاد الغائب تشــاجرنا معه، ولو رجع الأموات لتمنينا الخلوة بأنفسنا بمنأى عنهم. غريبة هذه النفس التي بني جنبينا.
عمر فايد، رواية رأس البر.
المؤلفون > عمر فايد
عمر فايد
نبذة عن المؤلف
عمل في مهنة الترجمة لما يربو على ثلاث عشرة سنة، كانت البداية الفارقة فيها مع جمعية المترجمين واللغويين المصرين، وذلك عقب إتمامه لدراسة الأدب الإنجليزي بجامعة المنصورة وحصوله على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. ثم تناوب بعدها على التعامل مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة في ترجمة العقود والشهادات وما إلى ذلك، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019 إلى الأن. ومن أهم أعماله المترجمة (مت فارغًا - خرافة النباتية - اغتصاب العقل - ثعابين في بذلات العمل - إذن بالشعور - موت الخبرة - التعافي من الاعتداء المستتر - رغد العيش - عقل فوق العقل - الغوريلا الخفية) وروايات منها (حياة نينا هيل المولعة بالكتب) و(شهادة زور) و(في غابة حالكة الظلام) وصدرت له رواية «رأس البر» بقلمه عن دار شفق الكويتية.
138 مراجعة