اقتباسات يوهان هاري

خرجت من بيتي عند الشاطئ، أضع يدي على جيبي كي أتأكد من أن هاتفي معي، وأجفل دائمًا عندما أدرك أنه ليس هناك كان ذلك كأنني فقدت جزءًا من جسدي نفسه التفتُّ صوب الكتب وتذكّرت كم كنت، خلال مراهقتي كلّها وعندما

الحقيقة أنك تعيش في نظام «يصبُّ الأسيد» على انتباهك كل يوم، ثم يقال لك إن عليك أن تلوم نفسك وأن تصلح عاداتك، في حين «يحترق» انتباه العالم كله

لو أن طبقة الأوزون تتعرّض للخطر الآن، فسوف يجد العلماء الذين يحذّروننا من ذلك الخطر أصواتهم تضيع في زحمة «قصص متعصبة» تنتشر انتشارًا واسعًا، وتزعم أن ذلك الخطر من اختراع الملياردير جورج سوروس أو أن لا وجود أصلًا لشيء اسمه الأوزون.

أولا: الحياة معقّدة؛ وإذا كنت راغبًا في فهمها، فإن عليك أن تكرّس قدرًا لا يستهان به من الوقت كي تفكر فيها تفكيرًا عميقًا عليك أن تبطئ خطاك ثانيًا: ثمة قيمة في أن تترك اهتماماتك الأخرى خلفك وتُضيّق انتباهك بحيث ينصبّ على أمر واحد، جملة تلو جملة، وصفحة تلو صفحة. ثالثًا: ثمة قيمة للتفكير عميقًا في كيفية عيش الناس الآخرين وفي كيفية اشتغال عقولهم. إن لكل منهم حياة داخلية معقدة… مثلك تمامًا.

يقول الكاتب جيمس بولدوين الذي أَعتبره أعظم كتّاب القرن العشرين: «ليس كل ما نواجهه قابلًا للتغيير، لكن ما من شيء يصير قابلًا للتغيير قبل أن نواجهه».

توصّلت دراسة قام بها البروفسور مايكل بورنر من جامعة أوريغون إلى أنك إذا قوطعت أثناء تركيزك على أمر من الأمور، فإن وصولك مرة أخرى إلى مستوى التركيز نفسه يستلزم -في المتوسط- ثلاثًا وعشرين دقيقة.

«توصّلت إلى إدراك أن عملي هو، على نحو ما، أن أفكر في أمور مختلفة عما يفكر فيه غيري؛ لكني كنت في بيئة أتلقى فيها ما يتلقاه كل شخص آخر من معلومات، وكنت أفكر مثلما يفكر أي شخص آخر».

الطفولة ليست وحدها، وبحدّ ذاتها، السبب في المشكلات الصحيّة، بما في ذلك مشكلات الاكتئاب والقلق النفسي، بل إن إخفاءها هو السبب. إنه عدم الافصاح عن تلك التجربة التي تعتبرها شائنة ومعيبة هو السبب. عندما تغلق عليها في أعماق فكرك فإنها تعظم وتتورّم، والشعور بالخجل والعيب يكبر.

إن إقناع المصابين بالاكتئاب بأن كآبتهم كانت ببساطة ودائمًا من فعل أدمغتهم، يشبه إعطاءهم خريطة مزيَّفة - خريطة لن تفيدهم قطّ في مساعيهم إلى تصوّر الأسباب الحقيقية لمشاعرهم الصعبة، ولا إلى إيجاد طريق العودة إلى حالتهم الطبيعية.

الأمر الأخطر في الاكتئاب هو أنها تفرغ منك الرغبة لتعيش الحياة والتجارب بشموليتها وبكامل نكهتها.

لدى كل إنسان إحساس طبيعي بأمر يدعى بيوفيليا Biophilia، وهو حبّ ملازم له منذ لحظة ولادته للمحيط الطبيعي حيث عاش الانسان في الفترة الزمنية الأطول من وجوده، ولشبكة الحياة الطبيعية المحيطة بنا والتي تجعل وجودنا ممكنًا.

لا يحتاج الذين يعانون من البدانة لأن نملي عليهم ماذا يأكلون؛ إنهم على معرفة بذلك أكثر منّا. وهم يحتاجون بالأحرى إلى من يعي لماذا يأكلون بشراهة.

الوجبات السريعة تشوّه أجسامنا. والقيَم التافهة تشوّه نفوسنا وعقولنا.

معنى الشعور بالوحدة ليس غياب الآخرين الجسدي من حولك، قال جون، بل الإحساس بأنك لست مشاركًا في أمر مهمّ مع أيّ شخصٍ آخر. لو كنت محاطًا بالكثيرين … ولكنهم لا يشاركونك في أمر يعنيك حقًّا، فسيخالجك الشعور بالوحدة.

عندما تكون الوحدة طويلة الأمد، فإنها تجعلك تنغلق على نفسك اجتماعيًّا فتصبح أكثر ريبة بشأن كل تواصل اجتماعي. هذا يعني أنك تصبح مفرطًا في الحذر. وتصبح ميّالًا للإحساس بالإهانة حيث لا وجود لنيّة في إهانتك؛ وتصبح بالتالي متوجّسًا أو خائفًا…

الوحدة مسؤولة عن جزء كبير من حالات الاكتئاب والقلق النفسي الشديد التي يعاني منها مجتمعنا.

إن شعورك العميق بالوحدة له تأثير ضاغط عليك يساوي تأثير تعرّضك للتعدّي بالضرب من قبل شخص غريب.

الشعور بالوحدة يرفع مستوى هورمون الكورتيزول بشكل كبير جدًّا - بالقدر ذاته الذي ترفعه أكثر الأمور المزعجة التي قد تحدث لك. وجد الاختبار أن شعورك بالوحدة الشديدة يسيء إليك بقدر ما يسيء إليك تعرّضك لهجوم جسدي.

مسبّبات الضغط النفسي لا تكمن في ضخامة المسؤولية التي تلقى على عاتق الموظف، بل في أن يكون مجبَرًا على القيام بعمل روتيني ومملّ، ومدمّر لروحه؛ وفي كونه يموت قليلًا في كل يوم عمل، لأن عمله لا يلمس صميم كيانه.

«عندما تعمل في وظيفة تغني كيانك، تكون حياتك أكثر امتلاءً، وهذا ينعش أوقاتك ونشاطاتك خارج العمل؛ ولكن، عندما تكون وظيفتك مضجرة، فإنك تشعر بنفسك محطّمًا في نهاية كل يوم عمل».