اقتباسات إيمان جبل

‫ أخذت صديقتاي قيلولة قصيرة، في تأفف وضجر من أشعة الشمس التي تخترق الثقوب في الكوخ وتتراقص على أعينهما المرهقة الناعسة، في تلك الأثناء دخلت إلى حمام صغير أقرب منه إلى مبولة عمومية، خلعت ملابسي كاملة كي أتمكن من التبول

‫ انقضى وقت طويل على تلك الحادثة، ولكن لم تتوقف أكواب الشاي أبدًا عن ملاحقتي، أذكر أنها أفسدت علي مناسبات عديدة، ولا مرة فيها عرفت كيف أنتصر عليها

‫ - أعتقد أني قد اهتديت إلى حالتي الخاصة، أستطيع الآن أن أخرج إلى دائرة الوجود، ولكن أولا أخبريني عن حقيقة وجود الحب غير المشروط! هل هو حقيقي؟

‫ - لا أعرف غير الحب الشرموط في جلعادنا.

‫ بعد مدة من الوقت صرت محض رائحة شواء، ملؤها الكراهية والحقد، تطفو عليها كل العقد الإنسانية دفعة واحدة، والآن لا أشعر إلا بالكراهية الخام.

‫ حينما رجعت لهم بعد عشرة أعوام من الزواج لأنه يهددني بكل شيء، ومستقبلي ككاتبة صار تحت ضرسه، قال لي أبي:

‫ - تستحقين أكثر من ذلك، فهذا خطأك من البداية، لم وافقتِ على اختراقه خصوصيتك؟

‫ أتعجب منك كيف تحلمين بانعكاس الخراء ونحن نعايشه؟

‫ أما الأهمية الكبرى التي تنطوي عليها ثورتك الصغيرة فهي الحفاظ على ثوابتك من الانهيار، وإمساك عقلك عن الجنون، وكبح جموح غضبك، قد نسميها ثورة صغيرة تنير الطريق إلى الداخل.

‫ لما استيقظنا في الصباح أعلن هياجي ثورة شاملة، لم أتقبل فكرة المساس بحق ثابت لي، لم أقبل بفكرة الطغيان مهما كانت العواقب.

‫ - أنت عراقي ابن عراقي، صُنعتَ من ماء أبيك، ولا دخل للأمريكان من قريب أو من بعيد في ذلك، لم يشأ أن يسمع أبوك والبصرة جمعاء، عجز عراقك الأعمى عن تصديق امرأة مكلومة أراقوا دماءها على الحافة بين وطنين

‫ أنا عمران ابن الحرام، هكذا تمت تسميتي في الوسط، يناديني أبناء الحي "ابن الكافر"، وأحيانًا "ابن الخنزير"، وأغلب الوقت "ابن ميسم"، وميسم هو العضو التناسلي للزهرة، وبالمناسبة هو ليس اسم أمي الحقيقي، أخبرني جاري ضياء أن اسمها كان أسماء

‫ "الذي يخلق النار، يصنع الظل، في عالم تُسحق فيه الأرواح، بإمكانك بناء شجرة وارفة من السكينة".

‫ - سأكون مع نجمة وحيدة أقنعها بالتضحية المجزأة، تتواطأ معي ضدك، وأنت ستحمل الأفق بين يديك، مشكلًا إياه في صورة طريق، أبطنه بنجمتي وأقنعك بأن أعبر أولًا، دون أن تعرف أنه طريق المرة الواحدة.

‫ - سأكون مع نجمة وحيدة أقنعها بالتضحية المجزأة، تتواطأ معي ضدك، وأنت ستحمل الأفق بين يديك، مشكلًا إياه في صورة طريق، أبطنه بنجمتي وأقنعك بأن أعبر أولًا، دون أن تعرف أنه طريق المرة الواحدة.

الأمر شبيه بحبس نفسك مع وحوشك في غرفة مغلقة، أو التعري أمام مخاوفك بقلب مفتوح ‫ كنت أجلس ساعات طوال في الليل لا أجد بحوزتي غير الوجع، حتى أتت عليّ لحظات جعلتني أفكر في أن أنهي حياتي، فقررت حينها سرد معاناتي، من يومها وأنا بخفة فراشة وأوجاعي صارت بلا وزن.

‫ - في كل مرة تسللت فيها إلى غرفتك في غيابك وقرأت دفاترك، كنت أتحول إلى أقوى رجل في العالم.

أمك يا فاطمة كانت حلم كل رجل في بلدتنا، وحينما اختارتني كنت كالأبله الذي يفرك عينيه كل ليلة غير مصدق أنه يرى القمر إلى جانبه ‫ حسدني الجميع عليها في الوقت نفسه الذي كانوا يتندرون فيه على رجل عادي لا يستحق امرأة مثلها ‫

لا أصدق حتى الآن أنها رحلت، كما لم أصدق أنها اختارتني يومًا، وما اكتفت بالرحيل، بل أخذت معها قدرتي على أن أكون إنسانًا يعرف كيف يحب، كيف يكره، كيف يشعر بالوفاء وكيف يطحنه الحقد.

الراحة حلم، الحلم شريحة خبز بائسة المصير بمعدة لم تعد تعرف كيف تعمل.

إن الحب وحده لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفا يا غسان، ولكنه يمنح الأشياء صفات حقيقية ويكسبها هوية وأصلا، مثلا كأن يجعل الطعام سعيدا، صحيح أنه لا يستطيع خبز رغيف ولكنك لم تجرب بعد كيف يكون طعم رغيف خبز خالٍ من المحبة".

كان بروحي تعطش دائم لاكتشاف ما هو أعلى، للوصول إلى ما هو أعظم.

ينام الجمال ملفوفًا في مخمل الإبداع تتزايد، على حافة المجتمع الآخر كنت أغرس نفسي دومًا، كطائر غامض مستعد للتحليق في لحظة وشيكة.

كان هناك عشرات الناجين من كل الأعمار، صنعنا معًا مجتمعًا لا يعرف الفروق، اتجهنا نحو بيوت وممتلكات مجتمع النار واستوطناها، وذهبنا إلي الحقول والأراضي واستصلحناها ‫ كنا نحن الفنانين، والمزارعين، المبدعين الكادحين، كنا كل شيء، وجهي عملة متصالحين مع نفسيهما

‫ ‏واعلم أن ما من أحد خلصك من شقائك سواك،،