اقتباسات نورا ناجي

هناك أيام أفقد فيها القدرة على البصر أو السمع أو الإحساس أو التذوق أو الشم، ربما لأنني أرغب في التخلي عن الذكرى فأتخلى في نفس الوقت عن نفسي.

الألم الذي لا يمكن التصرف فيه، أو التعامل معه، يلزمه على الأقل غطاء كاذب، مثل ضحكات مستعارة لجمهور غير مرئي.

الخلود في بعض الأحيان موت، لأنه ينزع الروح ويُشيِّئ الإنسان. الصور موت، والتسجيل موت، كل شيء معبأ في زجاجات موت.

القصيدة مثل القبلة لا يمكن أن تُقاطع،

ما القلبُ؟

‫ دقاتٌ فرحةٌ عند رؤيتِك؟

‫ أم خفقانٌ مؤلمٌ يشبُه غيابَك؟

لا تصدقي الصور ولا تأخذي الحياة من على السطح، خلف كل صورة قصة لم تروَ، وصراعات لا تنتهي،

كثرة رؤية الموت تُميت،

أن بدء أي حياة جديدة أمر في غاية السهولة رغم كل شيء، لكن الصعب هو مدى قدرتك على التخلي عن حياتك القديمة.

الروائح مثل كل شيء خدّاعة، العقل يخدع صاحبه بذكرى رائحة، يصنعها بنفسه تمسكًا بماضٍ لن يعود أبدًا.

ما الحياة أصلًا؟ مجرد مزحة.. تطلُّع إلى هدف بعيد مضيء ومُغرٍ، وعندما نصل إليه نكتشف أنه محض سراب.

الدماءُ: أصلُ العالمِ ‫ رائحتُها رائحةُ الدنيا ‫ دخانٌ وترابٌ. صدأٌ وحزنٌ ‫ الدماءُ داخلَكَ متاهاتٌ مفخخةٌ ‫ خارجَكَ. بقعةٌ باهتةٌ على الأسفلتِ ‫ داخلَها. أنت جنينٌ يكبرُ ‫ خارجَها. مجردُ دميةٍ فارغةٍ. ‫ الدماءُ التي تتركُكَ ‫ لن تعودَ

الموت في مجمله مثل حلم، عند الاختفاء نتحول إلى حلم في ذاكرة الأحياء، شخص كان هنا وتلاشى، لا يمكن لمسه أو الإمساك به، مجرد صوت في رسالة صوتية أو صورة في علبة خضراء محفوظة في الدولاب، كل

يموت شخص في زمن آخر، ويظل باقيًا، مكررًا في حيوات أخرى؟ الموت والزمن والعبث والحياة، لا شيء فريدًا أو أصيلًا، كلنا نسخ مكررة لهاجس واحد.

نقول الأحمر لون الغضب لأننا نتخيل الدماء وهي تفور داخل الأوردة، على الرغم من أن الأحمر أحيانًا ما يكون لون الهشاشة. أيّ تعبيرٌ عن الهشاشة يماثل انبثاق الدم من الجسم لحظة الجرح؟

كل من حولنا يملكون أسبابًا للحزن، وكلنا نسير في صمت وكأننا لا نشعر بشيء، لكننا نشعر بكل شيء.

كيف نفرُّ من أماكن الموت؟ وكيف نتجنب الخطو فوق بقعة تحمل ثقله؟

ما القلبُ؟

‫ دقاتٌ فرحةٌ عند رؤيتِك؟

‫ أم خفقانٌ مؤلمٌ يشبُه غيابَك؟

صوتك هو تعريفك إلى العالم.. أو هو العالم بأكمله..

فكر عشرات المرات في أن يسافر خارج مصر لحضور افتتاح أيِّ معرض، ثم يكسر الفيزا ويبقى في أيِّ بلد، بلد يستطيع أن يتنفس فيه، بدلًا من بلد يسير في شوارعه فيشعر بأنه لا يتحرك.

❞ نحن الجيل الأكثر تواصلًا، وعلى الرغم من ذلك الجيل الأكثر إحساسًا بالوحدة. لماذا يقبع كل منا داخل كرة شفافة؟ لماذا نحيط أنفسنا بهذه الحواجز؟ يبدو أن الأمر يتعلق بالثقة، لم نعد نثق في أيِّ شيء ❝