اقتباسات نورا ناجي

في كل رواية أو قصة كتبتها فيرجينيا يمكننا أن نجد طيفًا منها، أفكارها الشخصية حول الحياة والموت، حول المتناقضات بشكل عام، هذه المتناقضات التي شكّلت حياتها، البرد والدفء، الحرب والسلام، الماء والنار، الزمن والجمود، لكنها تركتها في نفس الوقت في حالة تشتت

الحكايات طالما لا تزال تُروى؛ فإنها ستظل باقية إلى الأبد.

اتضحت الصورة كاملة أمامي بعد قراءة هذا المقطع، فهمت أن الوحدة ليست كيانًا منفصلًا يسكن الروح المرهفة، بل هي جزء أساسي منها، مهما حاولنا إقصاءه أو إخفاءه أو التعافي منه، لا يمكن أن يفارقنا.

بعض الكاتبات لا يُخفين وحدتهن، الحقيقة أن البعض منهن يعشقن فكرة الوحدة، ويرغبن أصلًا في الانعزال عن العالم، ربما يمنحهن الألم والحزن مقدرة أكبر على الكتابة والتعبير، وربما يحتجن إلى الهدوء ليتمكنّ من وضع أيديهن على الأفكار وبالعكس

أنا بموت في الدنيا، لكن في اللحظة التي تفقد فيها الحياة الطعم بالنسبة لي، أفتكر إني مش هخاف من الموت، وبنفس القدر برضو، أفتكر إني لو استمررت بالإحساس ده، أقدر أموت عشان قضية، ساعتها الموت يبقى جزءًا لا يتجزأ من الحياة

لم أشعر في أعماقي، أن أمي أحبتني يومًا. كيف يمكنها؟ هي لم ترني فعلًا. صدّقت هي ما كنت أعرضه لها من نفسي (تلك النسخة المكيّفة بعناية). شعرت أنها كانت بحاجة لي، ذلك كل ما في الأمر.

لكن حياة الكاتبات ليست ملكهن، سواء كُن على قيد الحياة أو بعد الموت، وعلى الرغم من قسوة هذه الحقيقة، وكونها سببًا قويًّا يمنعني من ترك يوميات خلفي

الكتابة هي الخطر الأكبر الذي يهدد الظالمين، لكن نوال لم ترتحْ إلا بعدما تمكنت من توفير قلم كحل وأوراق تواليت تستخدمها في الكتابة، وتدفنها أسفل البلاط المكسّر

مشكلة نوال السعداوي هي مشكلة كل امرأة ذكية وحساسة، الانغماس في التفاصيل. كانت ترى في كل حادث اختصارًا للحياة نفسها، وكانت تشعر بالظلم والقهر أكثر بكثير من بقية البشر؛ ربما لهذا أصبحت الكتابة هي ملاذها الوحيد

«أحيانًا كنت أكسر القلم، أمزق الورقة، أتوقف تمامًا عن الكتابة، سرعان ما أعود إليها كما تعود الطفلة إلى حضن الأم الكتابة في حياتي مثل حضن الأم، مثل الحب، يحدث بلا سبب، ومع ذلك لم أكف عن البحث في السبب، لماذا اكتب؟

متى تبدأ الفتيات في إدراك حقيقة كونهن فتيات؟ ربما يتفاوت الأمر باختلاف المكان والزمان، بعض الفتيات يُدركن هذا وهن مُثبّتات على الأرض، سِيقانهن مفتوحة أمام مشرط يبتلع هذه الحقيقة بعضهن يدركنها وهن محرومات من الخروج، من اللعب في الشارع

أدركت أنني غير قادرة على الإحساس بوجود طفلتي لأنها انعكاس لي، لأنها جزء مني، ولأنني فقدت القدرة على الإحساس بنفسي. شعرت بأنني كومة حطام،

الحب بالنسبة لميّ هو فكرة مُطلقة تسيطر عليها وتبقيها في حالة نشوة ما، لهذا لم تصُد رسائل الغرام ولا كلمات الإعجاب من الجميع، بل كانت تترك الباب مواربًا لهم ولها.

، أنتِ لستِ وحيدة في البيت ولا الشارع ولا العمل ولا السوبر ماركت، لكنك تلفين نفسكِ في شرنقة سوداء، معتمة أو شفافة، تهربين بعيدًا، ليس فقط بسبب الاكتئاب، لكنه عدم القدرة على التواصل.

الإيقاع السريع للحياة يصيبني بكثير من التشتت، والوحدة تلتهمني من داخلي مهما أحاطني الأهل والأصدقاء. البقاء على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد مُشبعًا، بالعكس فقد بات سببًا آخر لزيادة شعوري بالوحدة.

كان الناس يسيرون دون أن يتطلعوا في وجهي، تمنيت لو يتوقف العالم تمامًا وأن أقف دقيقتين مع كل شخص في هذا الميدان أحكي له ما حدث، وأخبره بمصيبتي الكبيرة لم أعرف سببًا لهذه الرغبة، لكن في أعماقي تكوّنت ضغينة كبيرة

الأزرق تائه، دائخ، مثل دوخة ولي، مثل دوخة مجذوب. مرتبك مثل الموت، يحوي جميع المتناقضات، ولا يقدم إجابات لضحاياه، يسلبهم المشاعر كلها، ويمنحهم فقط بعضًا من الدهشة..

النساء يعتدن على الألم والقهر، يعتقدن أن هذا هو الشيء الطبيعي والمعاملة التي يستحققنها. ربما يكون هذا هو سبب الدهشة الكبيرة التي تصيب الجميع عندما تظهر امرأة، تقول «لا» بصوت عالٍ، ترفض القهر، وتتمرد على القيود.

الوحدة تحدث أحيانًا رغم حشود البشر، الوحدة الحقيقية هي رفيقة هؤلاء المحاطين بالبشر طوال الوقت.

والوحدة بعد الزحام هي أقسى الأنواع، خذلان الأصدقاء والعائلة يكسر ويُميت.