اقتباسات نورا ناجي

«ما قدرك سوى أن تكون ميتًا؟ من سوء الحظِّ أنَّ جيلك هو المختار. من سوء الحظِّ أنَّ أفضل أيَّام حياتك ستمضيها ماشيًا على الأرض كروح. لكن هذا قدرك.»

‫‏ويليام فوكنر‏ 🙂🙂

لماذا يصر الناس على الاحتفال بأي شكل؟ لماذا لا يوجد عيد للحزن.. يصمت فيه الجميع. يبكي فيه الجميع في الشوارع دون حرج.. عيد أستطيع فيه احتضان جارتي في الأوتوبيس مواسية دون معرفة اسمها أو قصتها؟

أنستني الكثير ولكني أذكر الرائحة.. رائحة الألوان والورق في الكلية.. رائحة الجرائد والتذاكر في القطار، رائحة القهوة في بوفيه المحطة.. رائحة الشاي الأسود المختلط بالقرفة في بيتنا .. رائحة غزل البنات في بانا…

كانت هذه هي المرة الأولى التي أقف فيها أمام الموت وجها لوجه…

أعطتني نعمة الخيال الدائم الذي أهرب إليه عندما تتعقد الأمور وأخذت مني قدرتي على النوم المنتظم لأصبح دائمة السهر بشكل يجعل أبي يرغب في قتلي لأنام قليلا.

أخذ مني الخيال حتى ذبلت لا شيء بلا ثمن لا شيء بلا ثمن حتى الخيال…

يؤلمني قلبي فأضع يدي الاثنتين عليه ليخفت الألم. تصعد روحي إلى حلقي فأشرب كوبا من الماء بعد أن أقرأ عليه اسمك. أعود إلى السرير محاولة النوم فتأتيني في الحلم. أقول: اذهب أريد أن أتنفس. فتتحول إلى نفسي المقبل. أشهقك.

عطب الروح يحدث من كلمة واحدة، من فعل واحد، من موقف، ربما يمر مرور الكرام وقتها، لكنه يظل هناك كامنًا، ليخرج هكذا، في ميلة رأس على عنق، في موتٍ مفاجئ.

من الغريب قدرتنا على الغفران لمن نحبهم برغم فداحة فعلهم،

أنا مهووسة بفكرة الموت، أفكر دائمًا في كيفية الموت، كيف سيحدث؟ متى؟ أين؟ مَن سيكتشف جثتي؟ من سيُغسلني؟ ما الذي سيقولونه عني؟

كل من حولنا يملكون أسباباً للحزن ، وكلنا نسير في صمت وكأننا لا نشعر بشئ ، لكننا نشعر بكل شيء.

أيقنت أنني قادر علي فعل ما أحلم به في أي مكان.

الجري في نفس المكان هو تلخيص الحياة ، مزيج ساحر من الثبات والحركة.

كنت أريد أن ألتقي بطيفه أو أري آخر ما رآه.

للموت ثُقلاً لا يختفي.

كان حضوره في البيت دائماً ، في صورتة ، في كوبة ، في عيني أمي ، وفي كل الحكايات التي تمنيت أن أقصها عليه ولم أستطع.

كيف يموت شخص في زمن آخر ، ويظل باقياً ، مكرراً في حيوات أخري؟ الموت والزمن والعبث والحياة ، لاشئ فريداً أو أصيلاً ، كلنا نسخ مكررة لهاجس واحد.

اكتشفت أن التخلي عن كل شئ يمنع الخوف من التسلل إلي القلب .. هذه الخِفة هي أجمل ما في الموت .. تخيل ألا تتشبث بشئ مما يشدك إلي الأرض.. أن تكون خفيفاً كريشة أو ككيس بلاستيكي يطير في الهواء بعيداً ، كيس بلا أهمية تُغري أحداً بالتقاطه.

لا حب ولا كره ولا طمع ولا غيرة ولا لهفة ولا اشتياق في الموت . اللاشعور هو أجمل شعور.

ثمّة هاجس بأن المشاهد مُكررة.