اقتباسات منى سلامة

⁠‫الإنسان الذي اعتاد العطاء بغير حساب تسرق قلبه عَطية اهتمام صغيرة،

الآن باتت تعرف أن المستقبل قد يكون أسوأ من الحاضر أحيانًا، وأنها لا تملك تغييره، ولا العبث في أحكامه وقوانينه.

الطرق التي نسير فيها لا نستطيع فجأة التوقف فيها وتغيير وجهتنا، لأن في الطريق اتجاهات ومتاريس وكباري وجسورًا وعوائق قد تحول دون الدوران للخلف أو اتخاذ طريق فرعي.

أحيانًا يكون ابتلاء الله للعبد في طريقة تفكيره!

بعض الأغلال لا تكون إلا في عقولنا فحسب، تُقيِّدنا إلى أفكار خاطئة، وشكوك مُهلِكة وظنون مسمومة، نحن أسرى أفكارنا، تُسيِّرنا الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا بالمرآة. نُصدِّق العالم الذي تخترعه عقولنا، ولا نرى حولنا سواه.

لكن نُضج الصفعات ثمنه غالٍ يا بنتي، ننضج نعم، لكننا نُصبح أكثر هشاشة

من مَنَّا بقي على حاله؟ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات!

وحش الوقت ملعون، يأكلنا دون رحمة أو شفقة.

ألا يعرفون أن مشيمة خفية تُعلِّق قلب الأم بقلب صغيرها منذ أن تحمله في رحمها وحتى يدخل أحدهما القبر؟ مشيمة لا تنقطع مهما بعدت المسافات، ومهما توحَّشتْ الظروف والأيام.

إن العين تتحدث دون كلمات، تتطلَّع، وتمَس، وتُصافح، وتَعِد، وتعبَث، وتَهَب، وتَشتهي.

العين طريق للهاوية

تمثَّلتْ لها السعادة كالمُقايضة، تبذل شيئًا في سبيل أن تنالها، أليست الحياة كلها مقايضة كبيرة؟ تدفع فيها كي تشتري، تعطي كي تأخذ، تتخلَّى كي تتحلَّى.

الحب مرض، لا يبغَى المُصاب به أن يبرأ. كيف تمكَّن هذا المرض من روحه، وفصَل قلبه عن جسده وجعله يسير أمامه على الأرض

كم إنسانٍ الآن ميت وحي في الوقت ذاته؟ ليس أولئك الموصولون بأجهزة إعاشة فحسب، ولا الذين أصيبوا بسكتة دماغية، ولا الذين سقطوا في غيبوبة طويلة، لكن أيضًا أولئك الذين يسيرون بيننا ولا يستطيعون العيش مثلنا.

المشاعر المدفونة حية، لا هي بالميتة ولا بالتي تتنفس بطريقة شرعية هي الخطر الأكبر.

عندما يكون للفتاة بيت يقل تطلعها لبناء بيتها الخاص، وعندما تفتقد هذا البيت تزداد أحلامها حدة ورغباتها شراسة، وكأن البيت الجديد هو طوق نجاتها الأخير.

ما عاد بإمكانها انتظار القطار الذي رسمته في أحلامها، بات بإمكانها قطع تذكرة لوِجهة لا تحبها كثيرًا، وتجلس في مقعدٍ قد يبدو غريبًا عنها

ليتَ النسيان سهلًا؛ لصنعت منه شركات الأدوية عقاقير وأمصالًا، ولباتَ في متناول كل مهزوم، مثل شربة دواء. لكن درب النسيان محمل بذكريات حادة مثل كسرات زجاج، عليه أن يسير فوقها بقدمين عاريتين.

أهذا ما يحدث لأرواحنا حين ننكسِر؟ تتشوَّه دواخلنا ويتساقط عنها الطلاء؟ لكن مَن يُبالي باعوجاج الروح إن كان الجسد ظاهره سليم؟ لن ينتبه الناس إلا لخراب يُمكن للعين المُجردة أن ترصده

الخاطر الذي لا تعرف كيف تجبره لا تكسره