المؤلفون > سعد زهران > اقتباسات سعد زهران

اقتباسات سعد زهران

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات سعد زهران .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

سعد زهران

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • "ولكن ويا للعجب حين ضرب الشاويش أمين المشرط في بطن المتوفى بدأت الجثة تتحرك!! وأدرك الشاويش بسرعة أن طبيب السجن أخطأ في تشخيص الحالة لم يكن السجين قد توفي وإنما كان في حالة غيبوبة بسبب شدة المرض فلما ضرب المشرط في أحشائه حركه الألم، فلم يتردد الشاويش أمين لحظة. اتجهت يداه المهولتان بسرعة نحو عنق السجين وكتم أنفاسه حتى أجهز عليه! وهو يصيح بانفعال شديد: ارقد يا ابن الكلب! ارقد الدكتور كتب في الأوراق الرسمية إنك مُت . موت يا ابن الكلب، حاتعمل مشكلة للدكتور. موت موت!"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "أين قادة الفكر والنظرية؟ أين الدكاترة أساتذة الجامعات؟ أين الاقتصاديون والصحفيون؟ أين نجوم الصالونات السياسية؟ أين زهرة المثقفين وصفوتهم؟ أين القادة النقابيون؟ وأين المحترفون الحزبيون؟ وأين القادة الطلابيون؟ أين الأطباء والمدرسون والمهندسون؟ أصبحوا أرقاماً مجرد أرقام مدموغة على ملابس قذرة مجرد أرقام يُنادى عليهم لكي يضربوا... مجرد أرقام تسير في طوابير مأساوية هزلية من الصباح حتى المساء وهم يصيحون بملء حناجرهم "شمال ـ يمين .. شمال ـ يمين .. شمال ـ يمين حفاة مهزولين مغبرين يلبسون أسمالاً و ينكسون الرؤوس ويُضربون وليس لهم حق الألم ويسقط منهم قتلى فلا يدري أحد أين يدفنون"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "أسوأ أيام رأيتها في حياتي كانت هي الأيام الخمسة الأولى، ذهبوا بي إلى مبنى المباحث العامة بعد الاعتقال مباشرة، وهناك أجلسني أحدهم على كرسي في أحد ممرات المبنى، وقال لي: انتظر هنا حتى يستدعوك للتحقيق" وانتظرت هناك خمسة أيام "أي والله خمسة أيام قضيتها على ذلك الكرسي الملعون. وعليه تعلمت جميع أوضاع الجلوس والنوم على كرسي.. إن كان النوم على كرسي ممكناً. طبعاً جلست في البداية الجلسة العادية المألوفة، ووضعت ساقاً على ساق، ثم بدلت الساق الأخرى على الأولى.. ثم جلست والمسند إلى يميني واضعاً إياه تحت إبطي ثم استدرت ووضعته تحت الإبط الأخرى.. وعلى الأرض ممشاة متربة، جلست عليها مسنداً رأسي على المقعد تارة على جبهتي وأخرى على مؤخرة رأسي، ومرة أستند إلى مرفقي الأيمن، وأخرى إلى مرفقي الأيسر.. كل الأوضاع والأشكال الممكنة فوق ذلك الكرسي اللعين، وحوله، وعليه، وأسفله، وإلى جواره، وعلى يمينه، وإلى يساره.. الخ، خمسة أيام كأنها خمس سنين، ومتى؟ في الشتاء والجو بارد، وأثناء الليل أكاد أتجمد من البرد، لا تجديني البدلة والمعطف والكوفية شيئاً في ذلك الممشى البارد بينما غرف الضباط التي تحف بالممشى فيها دفايات كهربائية مشتعلة، والعمل مستمر ليلاً ونهاراً ناس تروح وتجيء معتقلون ومحققون ومخبرون وضباط وجنود وإداريون وسعاة، الكل يجيء ويروح ويتحرك ولا يكلف نفسه مؤونة النظر إليَّ... المبنى لا ينام ليلاً أو نهاراً وأنا لا أنام على ذلك الكرسي اللعين لا ليلاً ولا نهاراً أيضاً"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "كان ظلام العيون أشد ما في ظلام الأوردي إظلاماً، وأكثرها إثارة للأسى والانقباض، وظلام العيون في الأوردي أنواع، والنوع الشائع هو الهروب من الالتقاء بنظرات الآخرين.. فالعيون في الأوردي ليس مسموحاً لها إلا برؤية الأشياء المسموح برؤيتها، وليس من المسموح النظر في عيون الناس. يبدأ ذلك منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدمك أرض الأوردي حين تُلقى إليك الأوامر الصارخة: "وشك في الأرض" تعززها ضربات الشوم وصفعات الأكف، وركلات الأحذية، ويصبح تنكيس الرؤوس وكسر الأنظار ناحية الأرض عادة يفرضها الجلادون خشية أن يلمحوا في عين السجين بريقاً خطراً لوحش حبيس مغلوب على أمره تراوده نفسه بالانقضاض، ويفرضها السجين على نفسه خشية أن يملح زملاؤه الدمار الذي يصيب معنوياته الدامية تحت وطأة العذاب"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "ماذا يبقى من الإنسان بعد أن يقضي سنوات طويلة من أزهى سنوات العمر يأكل أشياء تعافها الكلاب الضالة، ويُساق بالسوط في أشغال شاقة في جبل موحش أو صحراء مهلكة وهو حافٍ يرتدي أسمالاً ممزقة وقد تغطى بالأتربة والأوساخ والجروح حتى لتخاله شبحاً خارجاً من تحت أنقاض.. ماذا يبقي من الإنسان حين تُسلط عليه وحوش في شكل بشر يصفعونه كل صباح وظهيرة ومساء على وجهه وقفاه، وينهالون عليه بالهراوات، ويأمرونه أن ينحني فينحني ليُضرب على رأسه وظهره كالبهائم السائمة، ويُطلب إليه أن يخلع ملابسه فيخلعها ليعبث الهمج بجسده، ويأمرونه أن يدور وهو محني الظهر خالعٌ الملابس فيدور كما تدور النحلة وهم ينهالون عليه ضرباً ولكماً وركلاً ويوسعونه شتماً وسباباً وسخرية"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "إلى أي حد نجحت خطة التعذيب والتنكيل بالشيوعيين في أوردي أبوزعبل وفي غيره من معتقلات الشيوعيين في الفترة من أول 1959 حتى أواسط 1964م؟ للإجابة على هذا السؤال علينا أن نتابع خريجي معتقلات عبدالناصر من الشيوعيين لنرى كم منهم انتهى إلى السلبية الخامدة وكم انتهى إلى السلبية النشيطة...كم انتهى إلى الانكماش والعزلة والابتعاد عن الحياة العامة نهائياً أو مؤقتاً، وكم عمل على دعم السلطة الناصرية"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "حين تخرج الضحية من معسكر التعذيب على هذه الصورة أو تلك من الدمار المعنوي والروحي، فإنها تخدم أهداف السلطة الاستبدادية على نحو أفضل مما لو خرجت جثة شهيد لقي مصرعه أثناء التعذيب"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "فهذا النوع من التعذيب لم ينجُ منه فريق واحد من الخصوم السياسيين الذين كان عبدالناصر يحسب له حساباً خاصاً، و خاصة الإخوان المسلمين الذين تعرضوا لتعذيب أوسع نطاقاً وأشد قسوة وأطول أمداً من كل الآخرين"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "لم يكن التعذيب في أبوزعبل يهدف إلى انتزاع اعترافات، وإنما كان أشد قسوة وهمجية. كان يهدف إلى تحطيم اللياقة الإنسانية للخصوم السياسيين. إن ذلك النوع من التعذيب الذي يجري بأعصاب باردة وعلى فترات زمنية طويلة بهدف تحطيم الطاقات الفكرية والروحية للإنسان"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

  • "ما تزال الجماعة الدولية تسمح بوجود مجتمعات (تضم غالبية الجنس البشري) لا اعتراف فيها بإنسانية الإنسان ولا وجود لحقوقه، في عالم اليوم ما تزال الجماعة الدولية تحتمل وجود بلاد لا يستطيع فيها المواطن أن يكون شيوعياً أو اشتراكياً أو ليبرالياً أو حتى وطنياً أو متديناً على النحو الذي يقتنع به هو ويراه لا على نحو ما تراه السلطة ويريده الحاكم"

    مشاركة من alatenah ، من كتاب

    الأوردي "مذكرات سجين"

1