"كان ظلام العيون أشد ما في ظلام الأوردي إظلاماً، وأكثرها إثارة للأسى والانقباض، وظلام العيون في الأوردي أنواع، والنوع الشائع هو الهروب من الالتقاء بنظرات الآخرين.. فالعيون في الأوردي ليس مسموحاً لها إلا برؤية الأشياء المسموح برؤيتها، وليس من المسموح النظر في عيون الناس. يبدأ ذلك منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدمك أرض الأوردي حين تُلقى إليك الأوامر الصارخة: "وشك في الأرض" تعززها ضربات الشوم وصفعات الأكف، وركلات الأحذية، ويصبح تنكيس الرؤوس وكسر الأنظار ناحية الأرض عادة يفرضها الجلادون خشية أن يلمحوا في عين السجين بريقاً خطراً لوحش حبيس مغلوب على أمره تراوده نفسه بالانقضاض، ويفرضها السجين على نفسه خشية أن يملح زملاؤه الدمار الذي يصيب معنوياته الدامية تحت وطأة العذاب"
مشاركة من alatenah
، من كتاب