اقتباسات حمدي أبو جليل

لخيانتها «بالسلام إحنا بدينا بالسلام»، لكن هذا لا ينفي غرابتهم، هم والمصريين انفسهم، الشعب العربي عمومًا ظل نصف قرن يثور ويقلب الدنيا على القضية الفلسطينة ولا ينطق على الجوع والخزي والإهانة في بلده وموطنه وبيته نفس

من أصدقائي الصاد شين باعوا الشاحنتين العسكريتين اللي كانوا بيسوقوهم في الجيش وسافروا إلى مصر ورجعوا عادي جدًّا، رجعوا لليبيا ورجعوا للجيش نفسه لما وسَّطوا ضابط من القدادفة.

كراهية مصر هي الشعور الطبيعي للبدائي تجاه الحضر والمدينة، المتخلف تجاه المتقدمين، أبناء الشارع الأفقر لابنه الوحيد الأغنى، وأمعن في معايرتهم بالديكتاتورية والقمع والغرفة والملك اللي بيسجدوا له لحد دلوقت.

في الحكاية دي! خد خمس سنين بس! لأن هناك الحرية تمنها غالي جدًّا، ولو اتسجنت يحسبوا لك خمسة يورو يوميًّا، والسجن نفسه يعتبر فندق بالنسبة لسجون مصر، الزنزانة فيها ست أنفار بست سراير، وفيها تليفزيون فيه ألف وستميت قناة، تتفرج

وأهو مات عشان الواحد يقول براحته، العقيد الزعيم- بغض النظر عن النتائج والهبل والطغيان الأصلي- كان صادق في ثورته الاشتراكية وتمكين الشعب من ثرواته، ولكن كل أفكاره لتمكينهم من الثروة والسلاح تهاوت على صخرة إبائهم البدوي العتيد.

موجودًا بأي شكل من الأشكال، وآخرها شكل المفكر “أنا ماني قائد ولا رئيس أنا ما بنحكم ليبيا، ليبيا تحكمها اللجان، وما أنا إلا محرض على الثورة”، وما قامت الثورة التي هتف بها طوال تاريخه. حتى قتلته.. لكن هذا موضوع آخر.

عند التطبيق، وبعدما استلمت الأسر الليبية صناديق السلاح والذخيرة الخاصة بالجيش الليبي، وقعت الحرب الأهلية، اترمى السلاح في المربوعات وبقت أي خناقة صغيرة بين جارين تتحول إلى معركة قاتلة بالسلاح الآلي يذهب ضحيتها كامل أفراد الفريقين المتعاركين ‫ وقال الكتاب

والله، انتهاء عصر الجيوش الناهبة وبزوغ عصر الجماهير العادلة، ومن هنا جاء الاسم الذي اخترعه الزعيم لبلده الذي أسسه: الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية الشعبية العظمى، ولكن عند التطبيق، وبعدما استلمت الأسر الليبية صناديق السلاح والذخيرة الخاصة بالجيش الليبي، وقعت الحرب

من تميزه، أو من فشله في إخفاء نفسه المفضوحة من النظرة فقرر الاستهبال، حلق راسه بالموس وربى شنب زي جَدون العجلة النصر وداوم على ارتداء تي شيرت الإنتر ميلان واتعرف باسم البافو، حتى الضباط الإيطاليين نفسهم كانو مسميينه البافو.

وراه، ودخل مركز شرطة، وخدوا السواق ورجع بعد ييجي ساعتين مضروب لحد ما طافح الدم، واتضح إننا كسرنا إشارة حمرا، وإنه مجرد درس ليبي بليغ للسواق المصري المستهتر، وطبعًا عشان أحوال السو

سوماغوسطا، جنب المحطة عِدل، ودي جنينة الجيي في ميلانو، ييجي الواحد بعربيته الفخمة يلاقي معرض م الشباب العربي: مغاربة وتوانسة ومصريين جاهزين مستعدين، يتفق مع اللي يتفق معاه وياخده جنبه ف العربية وينفذوا ف أي حتة، الفقرا ما يجوش البيسا

قفاه وأقول له اخرس خالص وطلَّع كل اللي معاك فيطلَّع بمنتهى الاستسلام، ومرة أنا والزعيم ثبِّتنا واحد وخدنا منه اتنين وأربعين ألف يورو صرفناهم في أسبوع ع القمار.

مرته» المغاربة كانوا زي السود الأمريكيين، بيسكروا لحد ما يتسحلوا في الشوارع، ولكن المغربي شضاب، ومعصّي، وعلى استعداد يموت على شلن، وكنا نتمشى أنا والزعيم والملقاط التونسي في الفجر من تلاتة لخمسة، التونسي كان اسمه ملقاط لإنه ملقط، يسرق الكحل

كنت جعان ودخلت نفس السوبر ماركت التي اتمسكت فيه وخدت فرخة مشوية وقزازة نبيت وقعدت آكل في وسطه، جم الحرس وبكل أدب وشالوني وبإزازتي وفرختي عشان آكل في أوضة على جنب، وكان أسهل من السوبر ماركت وأأمن سرقة العجل، مقص

ولكنه في النهاية من غير المصريين الأصليين، واللافت أن المصريين أنفسهم، ربما بفعل قرون من الاستعباد، لم يكونوا هم أنفسهم مقتنعين بجدارتهم بحكم بلدهم، وكانت السلطة الفعلية في يد الأمراء المماليك وبعض القبائل البدوية المسلحة.

بالمناسبة أسوأ الخلافات والاحتلالات، ليس في مصر فقط وإنما في التاريخ برمته، وبالمناسبة أيضًا مصر مر عليها كل الاحتلالات التي شهدها الإنسان تقريبًا، الاحتلال الروماني واليوناني والرومي والعربي والتركي والفارسي والمغولي وأخيرًا الغربي الأوروبي، واحتلال الخلافة العثمانية فاقهم جميعا عل

السبعينات، أعمامي الكبار عندما كنت أعترض أو أكتب شيئًا ضد الحكومة يقولون لي بمنتهى الفزع «هدي الحكومة يا حمدي!»، يعني القوة الباطشة اللي توديك ورا الشمس دون رادع أو رقيب.

وللأسف الآن وفي ظل الربيع العربي الخلاق كلا الحدين عدوان، من الشرق إسرائيل وحماس والجماعات الإسلامية الإرهابية، ومن الغرب الجماعات الإسلامية الإرهابية أيضًا وأضف إليها الفوضى الليبية الخلاقة.

ومخلفات المباني والعمارات الواقعة في المنطقة كلها وخلوها عزبة عزبة، بنوا حوالي ستين أوضة وأجروها، والأوضة فيها ستة، والواحد يدفع ميت يورو في الشهر، وفيه أوض مأجراها أسر، وكل سكانها مصريين، وستين في المية منهم شغالين في المخدرات، والباقي اللي

منها تلاقي سوق برتا جنوة، سوق الحرامية، سوق أسبوعي عادي وجواه سوق بتتباع فيه الحاجات المسروقة، تدخل تلاقي الفتارين والأرض نفسها مفروشة فرش بالحاجات المسروقة، من أول العجلة، وشاشة العرض، والكمبيوتر، لحد الموبايل، والولاعة، والكلوت، وكلهم عرب، وأول ما تيجي