اقتباسات خولة حمدي

حين تتأزّم الأوضاع، يُضحّى دائما بالأسماك الصّغيرة، فتقع في شباك الصيّاد، لتنجو الحيتان الكبيرة بجلدها!

الأمان بمعنى الاعتماد على شخص آخر وقت الحاجة، مشاركته همومك واليقين بأنّه لن يتجاهلها أو يفرّ أمامها.. وتقاسم أعباء الحياة اليوميّة معه، والحصول على مساندة معنويّة لا مشروطة!

ماذا إن رفضت ورضيت أن تكون ربّة بيت.. أبعد كلّ ذلك التّعب والعذاب والمحنة، بعد كلّ الصّعوبات الجمّة التي صارعتها حتّى صرعتها بشقّ الأنفس، تعلّق شهادة على جدار شقّتها وتكتفي بذلك؟ أين الرّضا في هذا؟

💔😒☹️

أحيانا يُختزل الوطن في حضن دافئ وقلب صادق.

كلماتها:

⁠‫«كتب الفاروق عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه يقول: (أمّا بعد، فإنّ الخير كلّه في الرّضا، فإن استطعت أن ترضى، وإلا فاصبر)».

لكنها أحبّت الطفلين ريان وسارة أحبّتهما كدميتين جميلتين تتمرّن معهما على التحدّث بالفرنسية حين عادت بها والدتها إلى تونس لم تكن قد تجاوزت الرابعة من عمرها كانت تتكلم الفرنسية بطلاقة، لكنها سرعان ما نسيتها وأهملتها لتندمج في مجتمعها الجديد .حين تعلمت الفرنسية في المدرسة، هنأتها معلمتها على لهجتها الجميلة.

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠٣٥، السّابعة مساء ‫ يجلس الآن تجاه مقدّمة البرنامج الشقراء، بينما تنهمك اختصاصيّات التجميل في وضع طبقة أخيرة من البودرة على وجه كلّ منهما تبادله المقدّمة ابتسامة صغيرة مشجّعة، والحركة مستمرّة حولهما في الغرفة الأخرى يتجهّز باقي ضيوف الحلقة .

‫ إنّه عربيّ الأصل شاء ذلك أم أبى، وستبقى لعنة الاسم تطارده إلى الأبد لا يهمّ إن كان قد تربّى في فرنسا، في محيط فرنسيّ صرف، سيظل في نظر الآخرين عربيّا، حتّى يُثبت العكس هكذا يراه الفرنسيّون الذين ينتمي إليهم .

هزّت رنيم رأسها موافقة، وشرحت لها باختصار عمليّة الاختطاف عبست جدّتك وبدا عليها الكدر كان أبوك قد أخفى عنها فعلته لست أدري أيّ كذبة تفوّه بها، لكن المرأة العارفة لم تصدّقه أليست أمّا؟ وهل من أمّ لا تفقه مبادئ الأمومة؟

الرزمة الثانية‏

‫رسائل ديانا روجيه

‫«الحنين، إنّه مثل مدّ جارف يغرق القلب فيملؤه إلى حافّته، فما يعود هناك متّسع لمشاعر أخرى.»‏

هلّا يوضّح لي أحدكم سبب الهلاوس التي أراها؟‏

‫ - هل تذكر، حين أجرينا العمليّة الأولى؟ كانت هناك كتلة نسيجيّة تحيط بالمقذوف.. حين استأصلناه، تراجعت وتوقّف نموّها.‏

‫ - نعم، وقد كنت سليما معافى طيلة السّنتين الماضيتين.

- لكنها قد عادت إلى التمدد.

وجلست أنتظر في صبر استعرته لا أدري من أين. فمخزوني منه كان قد نفد حتّى آخر قطرة بعد ساعتين، كنت أدخل على الطّبيب من جديد، لأجد إلى جواره رجلا آخر لم تسبق لي رؤيته طبيب آخر قدّمني إليه بابتسامة متشنّجة،

انتقلت إلى العيش مع زوجتي وأمّها، بعد أن لحقني غضب المختار وخرجت من حظوته لم يكن شهر عسل كما يمكن أن تتخيّل. فقد حُفّت أيّامنا الأولى معا بالمكاره والآلام غياب المختار يعني غياب الدّواء وغياب الدّواء يعني. ظهور ذاتي الأخرى للعيان.

فهمت! أنت تريد هذه الفتاة بعينها؟‏ ‫ اضطرب تنفّسي وارتبكت خلجاتي نعم أريد، بكلّ جوارحي وكلّ عذابات كياني التعس أريد! لكنني استحيت من الشيخ في الحقيقة لم أكن أطلب مشورة أو نصيحة بل مجرّد مباركة سأل الشيخ بعد تفكير:‏ هذه الفتاة،

هل هي مؤمنة عفيفة؟

هي نصرانية ملتزمة يا سيدي، بكر طيبة عفيفة.

الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠٣٥، ‫ - معنا الليلة، المرشّح اليساري المستقلّ عن دائرة «نويي سور سين»، السّيد خليل دانيال الشّاوي. مرحبا بك.‏ ‫ يبتسم للكاميرا التّي تسلّط عدستها عليه، ويتابع حركة المخرج الذي يوجّه كلّ من على المنصّة الأضواء تبهر عينيه.

ما اسمها؟‏ ‫ - كارمن..‏ ‫ بدا عليه الضيق فجأة:‏ ‫ - إذن هي ليست مسلمة؟‏ ‫ - بلى، إنّها من الشيشان.‏ ‫ عاد إليه الارتياح وهو يواصل التقصّي بشأنها:‏ ‫ - وكيف وصلت إلى فرنسا؟‏ ‫ - كانت رحلة طويلة بعد الحادثة التي تعرضت لها عائلتها.

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾. تملّكني فجأة فزع شديد وقد أطلقت كلمة «الجهاد» صفّارة إنذار حادّة في رأسي وأيقظت مخاوف قديمة متراكمة قد غفلت عنها.

﴿وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾

حتّى الشيخة ليليان أكثر بركة من شيخك هذا.. مساؤك فل وياسمين يا شيخة!‏

‫ استقبلت ليليان الفرنسيّة الخمسينيّة دعابته بابتسامة دمثة، لامبالية بغمزاته اللّعوب وهي تواصل ملء أكياسها. في حين غضّ عليّ بصره متجنّبا المرأة الأجنبية.

أجلست كارمن إلى جواري في حرص كانت الطفلة قد ظهرت ليلة رحيلي، كأنّما أدركت بغريزة ما أنّه الوقت المناسب حين خرجت ذلك المساء أقتفي أثرا ممكنا لمرورها، انبثقت في الظلام وشدّت كمّ قميصي فانضممت وإيّاها في عتمة الليل إلى سرب الطيور المهاجرة خلسة.