اقتباسات أمبرتو إيكو

الشيطان بليد الذهن، يتبع نسقاً في مكائده واغوائه، ويعيد نفس الطقوس بعد آلاف السنين، وهو لا يتغيّر أبداً، ولذلك يمكن التعرّف عليه كعدو!

الرجال التافهون فقط يبدون عاديين .

إن مجد القارئ يكمن في اكتشاف أن بإمكان النصوص أن تقول كل شيء باستثناء ما يود الكاتب التدليل عليه. في اللحظة التي يتم الكشف عن دلالة ما ندرك أنها ليست الدلالة الجيدة الدلالة الجيدة ستأتي بعد ذلك. إن الأغبياء هم الذين ينهون التأويل قائلين : لقد فهمنا. إن القارئ الحقيقي هو الذي يفهم أن سر النص يكمن في عدمه

كان رجال العهود الغابرة وسيمي الطلعة طويلي القامة والآن أصبحوا أطفالاً وأقزاماً وليس هذا إلا دليلاً من جملة أدلة أخرى كثيرة تشهد بتعاسة عالم يسير نحو الهرم.

الكتاب مصنوع من علامات تتكلم عن علامات أخرى تتكلم بدورها عن الأشياء. وبدون العين التي تقرأه يبقى الكتاب حاملاً لعلامات لا تنتج مفاهيم فيظل إذن أخرس.

أعرف أنها تملك من الكتب أكثر من أية مكتبة مسيحية أخرى. أعرف أن خزانات بوبيو أو بومبوزا، كلوني أو فلوري تبدو بالمقارنة مع خزاناتكم حجرة طفل صغير يتعلّم مبادئ الحساب. أعرف أن الستة آلاف مخطوط التي كان يتباهى بها نوفاليزا منذ مائة سنة أو أكثر هي شيء قليل بالمقارنة مع ما يوجد لديكم، وربّما يكون الكثير منها الآن هنا. أعلم أن ديركم هو النور الوحيد الذي تقدر المسيحية أن تضاهي به مكتبات بغداد الستّ وثلاثين، والعشرة آلاف مخطوط التي يمتلكها الوزير ابن العلقمي، وأن كتبكم المقدسة تعادل الألفين وأربعمائة مصحف التي تتباهى بها القاهرة، وأن حقيقة خزاناتكم هي البيّنة الساطعة ضد أسطورة الكافرين الصلفة الذين يقولون (وهم المتعوّدون على البهتان) أن مكتبة طرابلس تعدّ ستّة ملايين من الكتب ويسكنها ثمانون ألف شارح ومائتا ناسخ.

الفرصة المزيفة، ليست هي الفرصة الجيدة.

إن جريمة عامة تتطلب إدانة عامة، حاسمة، وإجراءً عاجلاً.

أنا أنتمي لجيل ضائع، ولا أجد نفسي سوى بوجودي في صحبة أمثالي الشاعرين بالوحدة.

عندما يخطئ الراعي ينبغي إبعاده عن بقية الرعاة، ولكن الويل إذا ما أخذت النعاج ترتاب في الرعاة.

كيف عساي أنجو ؟

ستنقض علي , يحرضها سادة العالم الذين أرادوها دليلا على خطأ الخلق , أدوات لانفع لها ,

معبودة للكون السفلي , كيف كان لي أن أقاوم دون أن أهتز ؟

ليس بإمكان الخبرة الالهية

ان تستمر طويلا دون ان تجعل العقل يضطرب .

إنَّ المعّرِفة فقطْ بِأَنَّني إذا أردتْ يُمّكِنُني التَّذكر، تَجّعلُني أَنّسى على الفوّر.

هناك فارق بين أن تذهب بحثاً عن الزمن المفقود، مطارداً أدلة متغيرة، مثل عقلة الإصبع في الغابات، وبين أن يقوم المرء بنسيان الوقت الذي عثر فيه عليها عن عمد. كان عقلة الإصبع يعود دائماً إلى المنزل، وكأنه شيء استحواذي. لا توجد إمكانية للتلمذة على النسيان؛ ولكننا مازلنا تحت رحمة عمليات طبيعية عشوائية مثل الجلطة الدماغية وفقدان الذاكرة، والتدخلات الشخصية مثل تناول المخدرات، الكحوليات أو الانتحار.

ولكن ربما في ذلك اﻹنسحاب، وفي هذه الوحدة كان هناك بالفعل الوعد بالعودة.

هل يمكن أن يعتبر المرء نفسه جباناً لمجرد أنه يرى أن شجاعة الآخرين لا تتناسب مع تفاهة الموقف؟ إذن فالحكمة تحولنا لجبناء. وبالتالي نقضي حياتنا في انتظار فرص لن تأتي قط. إن الفرصة هي شيء من اختيار الغريزة لابد من اقتناصها على الفور، ربما بلا دراية بأنها الفرصة المرتقبة. ربما صادفتها مرة ولم أعرف ذلك. كيف يمكن لإنسان أن يشعر بالذنب وأن يشعر بأنه جبان فقط، لأنه ولد في العقد الخاطئ؟

الإجابة: يشعر المرء بأنه جبان، لأنه كان جبان بالفعل في أحدى المرات. وإذا كنت أيضاً في تلك المرة تجنبت الفرصة المواتية، لأنني شعرت بأنها غير مناسبة؟

ولكن ما معنى اختيار المناسبة الخاطئة لإقناع إنفسنا بأنه كان في الإمكان الاختيار الصائب إذا كان لدينا الفرصة الحقيقية؟

هل تعرف أنه يمكنك أن تعيش فريسة للندم عمرك كله، ليس لأنك اخترت الشيء الخاطئ، فيمكنك أن تندم على ذلك، ولكن لأنك لم تحظ قط بالفرصة لتثبت لنفسك أنه كان يإمكانك القيام بالاختيار الصائب...

لتتصرف بغباء لتصبح صعب الفهم إلى الأبد. في كل مرة يقوم شاعر أو واعظ، رئيس أو ساحر بالتفوه بخرافات لا معنى لها، تمضي الإنسانية قروناً في محاولات لفك شفرة رسالتهم تلك. لا أحد يمكنه فك شفرة فرسان المعبد بسبب اضطرابهم العقلي. ولذلك يبجلهم الكثيرون.

إن التاريخ مليء بقصص الفرق المختارة التي كانت تبتدع لنفسها أسلوبها الخاص، أحياناً مبالغة في التأنق، وأحياناً أخرى للتقشف التام. لا أعتقد أنهم كانوا مدركين تماماً لما كانوا يفعلونه.