أول قراءة لستيڤن كينج حبيت أبدأها برواية أنا متأكدة إني هاحبها لأني الفيلم من مفضلاتي ❤️
حسيت إن الرواية ربما تكون أعمق من فهمي لها لأني حسيت بالملل في بعض الأحيان ولكن، فيه فصول بعينها الكاتب أبدع بالوصف لدرجة تفصلك عن العالم الخارجي وتتنقل للزمن والمكان مع الأحداث.
-الرواية عن "الميل الأخضر-اللحظة الأخيرة" ، أحد أقسام سجن كولد ماونتن فترة الكساد في الثلاثينات تحديدا العام 1932، في أمريكا...
السجن لوحده كل شخصية فيه وكل مسمى له مغزى وإن لم أفهمهم كلهم 😅
-❞ نعم كل نفس ذائقة الموت، لن يستثنى أحد، أعرف ذلك، ولكن أحيانا، يا الله، يكون الميل الأخضر طويلا جدا. ❝
الميل الاخضر، الميل الأخير الذي يسير فيه كل محكوم عليه بالإعدام، في رحلته القصيرة "الطويلة" لسباركي العجوز كرسي الإعدام الكهربائي، في هذا الميل الأخير يتساوى الكل في الطريق لمقابلة الموت، الجاني والمظلوم،الأبيض والأسود، أمريكي أو غيره كلهم سواسية..
ربما الرواية كلها رمزية للحظات الأخيرة قبل الموت وما قد تبدو عليه كرحلة طويلة مؤلمة على قصر لحظاتها.
- الشخصية الأفضل طبعا هي "چون كوفي" ، رغم قلة الفصول التي ذكر فيها إلا إن الشخصية تصل للقلب مباشرة ، تجسد لغز الحياة أو الهبات الإلهية ربما.. الخير والشر.. الآلام والتعب الموجودين في الحياة.
"كوفي" لديه هذة القدرة التي يمكن اعتبارها هبة ولعنة في نفس الوقت ، هبة لمن يستطيع كوفي إنقاذة ،ولعنة عليه هو فقد كتب عليه أن يشعر بكل الآلام ويسمع كل الصرخات.. الشخصية الطيبة في الرواية التي تفهمت موتها رغم الظلم الذي تعرض له.
❞ "أنا متعب حقا من الألم الذي أسمعه وأشعر به أيها الزعيم، متعب من السير على الطريق وحيدا كطائر صغير في المطر. لم يكن لي مطلقا شخص أسير معه أو يخبرني إلى أين نحن سائران أو من أين نحن قادمان أو لماذا، أنا متعب من قسوة الناس على بعضهم بعضا. إن الآلام تملأ رأسي كشظايا من زجاج مكسور، متعب من المرات التي حاولت فيها المساعدة ولم أستطع، متعب من البقاء في الظلام. إن الألم مصيري في كل شيء وينتظرني أينما توجهت. آلامي أنوء تحت حملها ولو كان بإمكاني التخلص منها لفعلت، لكنني لا أقدر". ❝ ❤️
~بالمناسبة ده كان أفضل مشهد في الفيلم بردو ~
-" پول " كان مأمور السجن الرواي للأحداث ، يريد أن يحافظ على وظيفته ويصارع بين هذة الرغبة وبين البحث عن الحقيقة والتحدث عنها وتطبيق العدالة..
" بروتال" ، كان النقيض من اسمه أكثر شخصية رحيمة وعقلانية وذات مبادئ لا تتجزأ رغم قسوة مظهره الخارجي.
طبعا "بيرسي ويتمور " الوضيع ، مش محتاج مثال للواسطة والمحسوبية والجبن وعدم الاحترافية في العمل وتمثيل لصفتي الخبث والجبن في الإنسان.
-السجناء أعتقد الكاتب كان يقصد شخصياتهم ونوعها للإشارة لطريقة أمريكا معهم.. كان فيه منهم "الزعيم" الأمريكي من السكان الأصليين الذي تم منعه من ممارسة الطقوس الأخيرة حسب عقيدته قبل إعدامه ،في إشارة للقمع للسكان الأصليين ومحاولتهم المستميتة في كل فرصة لسلب كرامتهم..
كان هناك "ديلاكروا" الفرنسي.. وأعتقد الصراع بينه وبين "پيرسي" كان فيه إشارة للازدراء المتبادل بين أمريكا وفرنسا.
وطبعا "كوفي" ،الذي كان مثال لطريقة تعاملهم العنصرية في المحاكمات خصوصا من السود ، ضعف الأدلة والتحقيقات وصعوبة طلب إعادة المحاكمة إذا توافرت أدلة جديدة.. فقط لأنه أسود 🙄
- الفأر بطل معظم فصول الرواية وحقيقة لم أفهم لماذا! 😅 لكن أشعر أن الفأر يمثل شيء لم أنتبه له..
-في النهاية أبدع الكاتب في وصف المشاهد الفاصلة في الرواية ، بعض الفصول كان بها تكرار ولا أدري لماذا؟
درامية توصل لك فكرة أنه على أرض الواقع لا ينتصر دائما الخير، و أن الآلام مستمرة فهي جزء من الحياة.
رواية مميزة ولكن بالنسبة لي الفيلم كان أفضل.