رواية "جدران أكلتها الديدان" – أمل العشماوي
حين تُصبح الجدران شاهدة على كل ما أكلته الحياة من كرامة وفقر وإنسانية، تأتي أمل العشماوي بروايتها "جدران أكلتها الديدان" لتكتب وجع الناس، وتوثّق تحوّل المكان والإنسان معًا.
الرواية تدور حول سكان منطقة غيط العنب في الإسكندرية، وتُسلّط الضوء على التحوّل الاجتماعي بعد مشروع "بشائر الخير"، من خلال شخصيات حقيقية الملامح، مرسومة بدقة، لا تجد صعوبة في تصديقها لأنك ربما قابلت مثلها، أو سمعت حكاياتها.
الأسلوب: لغة الكاتبة مشبعة بالحياة، بسيطة لكن عميقة، تُشبه حكايات الحواري، وتُلامس القلب. توظف أمل العشماوي السرد الجماعي، فتُشركنا في قصص مختلفة لأبطال الرواية، كأن كل منهم يروي شهادته عن الحياة القديمة قبل "التطوير".
الشخصيات: ليست مجرد أسماء على الورق، بل نبضات إنسانية حقيقية:
كل شخصية لها لغتها الخاصة، وحزنها المميز، ومعركتها مع الزمن.
الموضوع: الرواية ليست فقط عن العشوائيات أو النقل السكاني، بل عن الهوية، والانتماء، والجذور التي لا تُقتلع بسهولة. الكاتبة لا تقع في فخ المثالية، ولا تتورّط في التهوين؛ بل تقدم صورة متوازنة، إنسانية، وعميقة.
رأيي الشخصي: الرواية قوية، صادقة، وربما تكون من أهم ما كُتب عن العشوائيات من زاوية إنسانية بحتة. هي ليست فقط قصة، بل شهادة أدبية على حقبة كاملة من التغيير الاجتماعي في مصر.
اقتباس أعجبني:
❞ الحزن، بطريقة ما، يبقينا أحياء، السعادة وحدها لا تمنح الإنسان الرغبة في مواصلة حياته، بينما الحزن، ذاك الإحساس الكريه الذي يخنقه إلى حد الألم، يدفعه إلى التحرك والمقاومة على أمل أن يزول حزنه يومًا ما، ❝
أنصح جدًا بقراءتها، خاصة لمن يريد أن يرى الواقع من زاوية أكثر صدقًا من كل نشرات الأخبار.