رأيي في رواية “اجنحة الفراشة”: تم ترشيح الرواية لي، ووجدتها جميلة في فصولها الأولى التي دارت في إيطاليا، وشعرت بأني فعلاً سافرت هناك. قصة “ضحى” جذبتني كثيرًا، خاصة في كسرها لقيودها وتحديها لزوجها صاحب النفوذ في الحكومة. أما قصة “أيمن”، فرغم بساطتها، إلا أنها تحمل عمقًا في جوهرها، فلكل إنسان وطن يبحث عنه، سواء كان الوطن مكانًا أو أمًا. “ضحى” بحثت عن ذاتها، وقدّرت وطنها الحقيقي بعد أن كانت تقلد العالم في تصاميم أزيائها. أما “عبد الصمد”، فقصته كانت سطحية وركيكة، وواضح أنه وقع في فخ نصب واضح. لا أعلم إن كان شغفه بالسفر طغى على تفكيره، أو أن طرق الاحتيال وقتها لم تكن معروفة كاليوم.
السرد بسيط، والحوارات في بعض الأحيان ركيكة ولا تناسب المواقف، لكني شعرت أن هناك قيمة مدفونة في الرواية، لم ينجح الكاتب في إيصالها بالشكل الصحيح. قرأت العديد من المراجعات التي ترى أن العنوان كان لغرض تسويقي، وأتفق معهم، ولكن بالنسبة لي لم أهتم كثيرًا بالثورة، بل كنت أركز على الشخصيات ومحاولة كل واحد منهم الوصول لذاته، أو بالأصح “محاولة” لاكتشاف الذات ونظرة كل شخصية لما يعنيه تحقيقها.
رغم أن القصص لم تكن مترابطة، إلا أن هذا لم يزعجني لأني كنت أعلم مسبقًا أن القصص منفصلة. ولو لم أكن أعلم، ربما كنت شعرت بالضيق من غياب الرابط بينها. ما ساعدني على إكمال الرواية هو بساطة السرد وقصرها، فرغم أن فكرتها وشخصياتها عادية جدًا ولا تحتوي على ابتكار ممتع، إلا أن أسلوبها السلس جعل قراءتها ممكنة.
لكن للأسف، بعد ما أنهيت الرواية، شعرت بإحباط شديد. الفصول الأخيرة كانت مخيبة جدًا للآمال، مما جعلني أنزل تقييمي من ثلاث نجوم إلى نجمتين. ما كانت هناك عقدة حقيقية تستحق نهاية، ولا أحداث قوية تشد. مشهد الاعتقال والإفراج تحديدًا كان ضعيفًا في الترابط، وما فهمت كيف خرج “أشرف” من السجن، ولا كيف صار “أيمن” فجأة من المشاركين في الثورة، رغم أن قصته ما ألمحت لذلك أبدًا، لدرجة حسّيت أن هذا “أيمن” آخر!
فيه أحداث بدت مبتورة وكأن الكاتب استعجل كثيرًا في إنهاء الرواية ليلحق بنشرها في وقت معيّن، وهذا أضرّ بجودتها. القصص سطحية، والشخصيات كذلك، وما أبدع الكاتب إلا في وصف الأماكن – إيطاليا، وشوارع القاهرة. بشكل عام، لا أنصح بقراءتها، وأراها مضيعة للوقت. أشعر بإحباط حتى من الشخص اللي رشحها لي.