اسم العمل: تصريح دفن
نوع العمل: رواية
اسم الكاتب: أمير عزب Amir Azab
دار النشر: إبهار للنشر والتوزيع
اللغة: الفصحى سردا والعامية حوارا
فكرة العمل:
تدور الرواية حول حادثة اختفاء غامضة لشابٍ أكثر غموضًا، وكأنه عاد إلى العدم الذي نَبَتَ منه، كل شئ بخصوص ذلك الشاب كان مُريبًا وغير منطقي، جعل أحدًا لا يلتفت إلى اختفائه إلا واحدًا...(منير).
(منير) شابٌ لطيف أخذ على عاتقه بالفطرة نصرة المستضعفين فكان يجول يصنع خيرًا، ومن ثَم قرر البحث عن (أَنَس) التَعِس في رحلة طويلة وخطرة من تقصي الحقائق، استمد شجاعته فيها من فضولِه وشراهتِه لتحقيق العدل.
تتميز الرواية ببداية قوية مشوقة حيث يجد القارئ نفسه في خضم الأحداث منذ أول مشهد، ثم يمضي يكتشف عوالما خفية للجريمة وأوجها كثيرة للعدالة وأخرى صادمةً للعقاب.
تظن مع كل فصلٍ تقرأه أنك وصلت إلى ذروة الأحداث ليُفاجئك لاحِقُه بذروة جديدة يُحدِثها كَشفٌ جديد أو...جريمة جديدة.
تتتابع وتتشابك أحداث الرواية في سيمفونية لا نشاز فيها، فعالَم تلك الرواية أشبه بشبكة كبيرة نسجها الكاتب من خيوط دقيقة تقاطعت عليها الجرائم وتضافر فيها المجرمون مُضلّين كل باحثٍ عن حق، ومن ثم فإن تفكيك هذه الشبكة يكمن في حَل عُقَدها للإمساك بطرف خيطٍ واضح، ولكن...أي خيط وأي طرف هو الصحيح؟
أحداثٌ مثيرة تكللها بالنشوة الحبكةُ المتقنة ثم تأتي النهاية المُرضية لتفك أسر أنفاسك المحبوسة منذ المشهد الأول.
فنيًا:
جاء السرد سلسًا مع فصاحته، بأسلوبٍ مشوقٍ لا ملل فيه.
تتميز الرواية ببناءٍ دراميٍ صعب يستلزم تناول الأحداث بترتيبٍ محددٍ مدروس خاصة مع سير الرواية في أكثر من خطٍ زمني، وهو ما نجح فيه الكاتب وإن لم يفُته مداعبة القارئ من حينٍ إلى آخر بمشهدٍ يُربك تفكيره التحليلي، مما زاد -في رأيي- من متعة القراءة وتأثير الحبكة.
توقفت بالإعجاب عند مشهد استرجاع (فارس) لذكرى الأحداث التي منها بدأ حياته الجديدة، هو مشهدٌ من ثلاث صفحات شديد الإتصال بالأحداث حتى يُفقد غيابه قدرا من منطقيتها، وشديد الإنفصال حتى يصلح أن يكون بذاته قصةً أو فيلمًا قصيرا.
جاء الحوار ملائما لجو العمل وطبيعة الشخصيات، واقعيًا دون إفراطٍ أو تفريط.
احتل الجزء الأكبر من الرواية وتنوع بين الجمل القصيرة والطويلة كلًا في محلّه خادمًا موضعه.
رسم الكاتب الشخصيات وتفاصيلها بحرفية تدل على المجهود المبذول في البحث والمعايشة قبل الكتابة، وكذلك الحرص على إتقان واقعية العَمَل.
في النهاية أقول أن #تصريح_دفن من الأعمال التي تستحق الإسهاب في الحديث عنها، وددت لو استفضت أكثر كي أوفيها حقها ولكن أخاف الوقوع في حرق الأحداث أو الإطالة على القارئ.
شكرا أ. أمير على هذه الرحلة الممتعة، وتمنياتي بدوام التوفيق والنجاح.
#ريڤيو
#مراجعة
#ريڤيوهات_ندى_فيصل