( الرحلة الأخيرة ) قصة قصيرة للكاتب ( ويليام ف . نولان ) صادرة من دار نشر : منشورات ويلز .
القصة تقول : أن رائد فضاء غادر الأرض بمكوك فضائي ، و استبقي بالفضاء واحدًا و عشرين عامًا ، و في رحلة عودته استعد لحلول أجله !
فقد أخبره الأطباء بأن موته سيكون أثناء عودته للأرض ، و لأن العلم تطور إلى حد يمكن استبدال الإنسان بالآلة ، تم تلقين رجل آلي كل ما في ذات رائد الفضاء البشري .
و فعل رائد الفضاء ذلك في سبيل أن لا يؤذي والديه موته ، فقد غاب عنهما عشرين عامًا و هما في سن الشيخوخة . والده مصاب بعلة في قلبه ، و أما والدته يغشى عليها تارة و تفيق أخرى .
و وصل المكوك الفضائي على الميعاد الذي حدد بالحسابات الرياضية ، و فتح الباب ليطل عليهم رائد الفضاء ببزته البراقة البيضاء ، ملوحًا بيده للمتجمهرين و ازداد تلويحه لعجوز يتوكأ على عصاه و بجانبه امرأته العجوز الواهنة .
اجتمع شمل الأسرة ، و مضوا دون أن تشعر الأم فضلًا عن الأب بشك اتجاه الابن . الذي هو في الواقع رجل آلي يحاكي ما كان عليه ابنهما من أفعال و أقوال .
و منطقيًا لا ينفر المثيل مما يماثله ، فحتى الأب و الأم خافا أن يكون موتهما إيذاءً للابن الغائب ، ففعلا مثل ما فعل ، ابتاعا آلتين تقوم مقامهما .
الكل خاسر في ما حدث ، فلا الابن أدخل السرور على والديه ، و لا الوالدين تمكنا من قضاء ما تبقى من عمريهما مع فلذة الكبد . إن الزمن الماضي لا يمكن بأي حال رده ، و لا أي شيء يصنع يعوض من ارتحلوا عنا .