أنهيت رواية بقدر ما استمتعت بها و بفكرتها بقدر ما تألمت بقسوة الكثير من الأحداث التي تصف واقعية الصراع بين الظلم و تحقيق العدالة و لكن الرواية تضعنا في نهايتها أمام حقيقة أن الظلم و الفساد لن ينتهوا و سيستمر الصراع بين الظلم و تحقيق العدالة.
تأخذنا الكاتبة بداخل عالم مدينة سالتيورا و التي يُطلق عليها المدينة الضبابية و ينقسم سكانها إلي قسمين القسم الأول و الذي يتحكم بالمدينة بأكملها و الذين ينعمون بالقوة و السلطة هم الكينمارو و الثاني هم السُكان الأصليون، تبدأ الرواية كعادة بداية روايات الكاتبة بحدث غامض للغاية حيث يُصاب الكثير من سُكان تلك المدينة بمرض غريب يجعل المصاب به يرى أشياء غريبة لا يراها غيره و قد يجعله هذا المرض التخلص من حياته و يكون خطراً على الأشخاص المحيطون به.
ثم ننتقل إلى قلعة تيلارين مع مارية التي تذهب هناك للعمل كمعلمه لأطفال الميتم و منذ وطأت قدماها تلك القلعة و ترى أشياء غريبة تحدث و ترى رجل ذو رداء أحمر قاتم و ضوء أزرق منبعث.
ثم ننتقل إلى مرح تلك الفتاة البسيطة من السُكان الأصليون التي كان أكبر أحلمها هو نشر روايتها و لكن موهبتها تلك تجعل حياتها تنقلب رأسا على عقب.
استطاعت الكاتبة أن تحافظ على عنصر الغموض و التشويق منذ الصفحات الأولى للرواية و حتى صفحاتها الأخيرة حيث تنكشف حقيقة كل ما يحدث، أصابتني الدهشة و الصدمة أحيانا أثناء توقعي بعض الأحداث لتفاجئني الكاتبة بأحداث مُغايرة تماما.
انقسمت الرواية إلى ثلاثة أجزاء فهناك فصول تحمل اسم مرح و أخرى تحمل اسم مارية و في كل فصل منهم تكون الشخصيتين من يرون أحداث الفصل و هناك الجزء الثالث و هذا يحمل عنوان حدث بارز في الفصل و يروية الراوي العليم، جاء السرد بأسلوب رائع و ممتع للغاية كما أن اللغة فصحى سرداً و حواراً تجبرك الأحداث على عدم إفلات الرواية من بين كفيك إلا عندما تُنهيها.
أما الغلاف فكالعادة يكون صورة حية يُجسد أحداث من عمق الرواية.
هناك أحداث مؤلمة و قاسية تأثرت كثيرا بها أثناء القراءة.
هذة هي ثالث قراءاتي للكاتبة و التي لم تخذلني قط في أياّ من رواياتها التي قرأتها ففي كل مرة أعيش أجواء مشوقة و غامضه و مختلفة عن مثيلاتها من روايات الفانتازيا، رواية جميلة أرشحها بشدة لمحبي روايات الفانتازيا و الغموض و التشويق.
اقتباسات
_ لقد نسيت يا أمي، أنه لا مكان لأحلامنا في المدينة الضبابية.
_هناك بعض الأمور التي يعجز المرء عن مشاركتها مع الآخرين، حتى أولئك الذين يعنون الكثير له.
_ أحياناً تجبرنا الحياة على سلك دروب وعرة و لكنها تكافئنا بأزهار جميلة يفوح عبيرها على طول الطريق لتشفي الجر.اح التي تصيبنا من قساوة ذلك الدرب.