من هي يوتوبيا ؟ و أين تتواجد المدينة الفاضلة؟ هل هي المدينة ممن تشدق بها الفلاسفة و أرسوا قواعدها المُهيبة أم هي حلم خيالي يتحلى في مخلية العامة . أحمد خالد توفيق في روايته الأخيرة ، يروي لنا يوتوبيا مصربة من نوع أخر فالرمزية موجودة فالمدينة الفاضلة موجودة في المجتمع الذي يرسو قواعدها ، فعند المدينة ذات الأسوار العالية و تحت حراسة جنود المارينز الأمريكان فالمدينة تحتفي بسكانها بلا أية قيود ، فالحلال و الحرام موجود ، الانحلال موجود ، لا شيء ممنوع فهذا المجتمع و الذي لا يعرف قيودًا يظن ان مدينته مدينة سامية فاضلة لانها لم تحرمه من اي شيء حتى عندما يقوم افراد هذا المجتمع بصيد بعض الفقراء و قتلهم كدببة ، هناك نوع من الاحتفاء و الزهو بعدم وجود قيود تعيق حياة من يدعون انهم اشراف و عُلية القوم ، بل ان استغلال الدين و البشر مُباح و مشروع ، أليسوا هم من نهضوا لعمارة مجتمعهم ، أليسوا هم من سعوا لحياة أجمل و أزهى ، لذا فلم يشعرون بالذنب و الحزن على من هم أسوأ حظ منهم. دكتور أحمد رسم لنا مجتمعين لا يلتقيان على الرغم من أنهما شُكلا من مجتمع واحد ، و لكن العنصرية المقيتة و الطبقية المدمرة ساهمت مع عوامل أخرى على خلق مجتمعين متنافران جدًا و مخيفان بسبب ما آلت اليه الأمور.

يوتوبيا هي المدينة المثالية ، المدينة التي نطمح للعيش فيها فاختيارها كعنوان قد تكون توجه فلسفي توضح بأن الانقسام الطبقي و البُعد عن القيم بالإضافة إلى الانحلال الأخلاقي لن يخلق لنا هوية المدينة الفاضلة ، على الرغم من كونها مدينة متقدمة و متطورة و قد تكون تسمية الرواية يوتوبيا محاولة تهكمية من الدكتور أحمد للسخرية من المثالية من مجتمعات تعج بالفساد و الطبقية و العنصرية.

يوتوبيا هي مدينة تعكس طموحات أفرادها و يوتوبيا المذكورة في رواية أحمد خالد توفيق هي مدينة كانت لها اهداف عند نشأتها و لكنها انسلخت عن هويتها لتصبح كابوسا انسانيا و اخلاقيا .

أبدعت في آخر رواياتك د. أحمد ; الله يرحمك