اسم الرواية/ سنوات سبع
عدد الصفحات / 177صفحة.
الكاتب / عمرو نبيل ( مصري )
دار النشر / كتبنا.
التقييم /⭐⭐⭐⭐/5
تم دعوتي من قبل الكاتب عمرو نبيل لقراءة هذا العمل، ومن واجبي أن أرد الدعوة هذه بعمل مراجعة وتقييم للرواية كتقدير وشكر له ، رغم أنني لا أعتبر نفسي جديرة كي أقييم عملاً أدبياً سهر عليه وتعب فيه ليخرجه لنا على شاكلته النهائية، لذلك اعتبر رأيي ونقدي هو مجرد رأي قارئة.
الرواية عبارة عن رحلة نفسية يأخذنا فيها الكاتب بقصة حسن والتي تقتصر في غالبها على سرد يومياته في البيت المعزول في الصحراء، حيث تعكس هذه القصة صراع الإنسان ومخاوفه ومن ثم نضجه واعتماده على نفسه لاتخاذ قرارات مصيرية، فهذه القصة رغم أنها غير منطقية للكثيرين إلا أن الأدب والسينما تداولو مثل هذه القصص ولكن لكل منها هدف خاص ترنوا اليه.
تدور أحداث الرواية كما هو موضح فيها في حقبة الستينات، والتي اختارها الكاتب بعناية لموضوع الأحداث في مصر وملاحقة الكثير من هم ضد السياسة في ذلك الوقت. فالفكرة هنا تتحدث عن بطل الرواية حسن وهو ابن لزوجين انخرطا في الأعمال السياسية والتي أضاعت سبع سنين من عمريهما وعمر ابنهما والتي حالت دون تحقيق حلمه بالفوز بجائزة نوبل. جعلت والديه يأمنون ذلك البيت البعيد عن العيون بكل الامكانيات التي يحتاجها أي انسان في الحياة حتى يحمونه من أي خطر محتمل . يتركه والده في البيت ويرجع حتى يحضر زوجته لكن القدر كان أسرع منه، يُعتقل الأب ويظن أن زوجته لحقت بابنه والزوجة اُعتقلت وهي تفكر أن الزوج لحق بالابن حتى بات وحيداً في الصحراء.
ذكر الكاتب معلومة تخدم روايته ، وتعزيزاً وفخراً لبلده لأن أول محطة طاقة شمسية نُفذت بالفعل كانت في مصر سنة 1913 على يد المهندس الامريكي فرانك شومان في المعادي .
ذكاء الكاتب في اختيار عمر بطل الرواية (12 عاماً )، لأن هذا العمر يكون فيه الطفل بمرحلة الاعتماد على النفس، وهذه المرحلة اغلبنا يتعاطف مع الطفل سواء كان على صواب أو على خطأ. الكاتب هنا جعل هذه المرحلة الحرجة للطفل الذي تطحنه الظروف بمثابة اختبار صعب عليه اجتيازه حتى ينضج في سن مبكرة ويعتمد على نفسه في هذه المحنة، لتجعل منه انساناً صلباً قوياً، لذا تجد تطور ملحوظ في شخصية حسن في هذه الرواية. أي أن التجارب والأحداث تُعيد تشكيل شخصياتنا واهتماماتنا وتغيير لمسار أحلامنا وقراراتنا المصيرية. فحسن هنا واجه الصعوبات والتحديات التي فرضتها عليه الظروف بدءاً بكونه وحيداً بعد موت كلبه رووي الذي كان يؤنس وحدته ويزيل عنه وحشته، مروراً بمكابداته وصراعاته اليومية إلي محاولات الهرب والتي اسفرت جميعها عن فشله الذريع للعودة إلي أهله، وبالنهاية القرار المصيري المشروط الذي اتخذه بعودته مع اهله للقاهرة في نهاية القصة.
الكاتب كان ذكياً في تبرير الأحداث واقناع القارئ بكل شاردة وواردة ويخلق لها حل بديل.
الرواية تتخللها رمزيات كثيرة ( العيش وحيداً في الصحراء) ترمز الي رحلة الانسان وما يتخللها من صعاب وصراعات وانتصارات أي ( ألآم وآمال) وأخص حادثة موت الكلب ، واحتراق الطاقة الشمسية.
المكتبة وأهمية الكتب في حياة الانسان لما فيها من علوم ومعارف يتعلمها الانسان وحده. لذلك كانت المكتبة بمثابة الامان لحسن الأمان الوجداني والمعرفي يدفعه للشعور بالأمان المكاني،دفعته المكتبة الي الخوض في المعرفة العلمية من الكتب التي تتحدث عن الصحراء وكيفية التعامل مع ظروفها والخوض في طريقها.
الصحراء لما فيها من صعوبات وتحديات، في كل محاولة للهرب تثبت له انه غير قادر على مواجهة الصحراء إلا بعد نضج ومعرفة كبيرة.
الانتحار يرمز فيها الكاتب في انتهاء الحلول امام الشخص، والذي يدفعه لهذا الفعل المُشين إلا أن الكاتب جعل صحوة ذهنية وعقلية لحسن ليعدل عن فكرة الانتحار لانه حرام.
محادثة الطيف طيف والديه، يرمز الكاتب بهذه الخدعة للتخفيف من نفسية حسن واحساسه بالأمان أن والديه بجانبه.
اللغة سهلة وسلسة من ( سرد وحوار ), وفيها من البيان وخالية من الأخطاء النحوية، أي كانت سهلة في الانسياب إلى عقل القارئ، تجعلك تقرأ الرواية على جلسة واحدة أو جلستين.
أُعيب على الكاتب أنه لم يستخدم الوصف أكثر والتحليل والتفصيل بالاضافة إلى الخيال فهذه الخطوات تُعطي الرواية عمق أكبر وتجذب القارئ أكثر، وقد تكون الرواية أطول ليعطي كل حدث فيها حقه يأخذ القارئ فيه إلى أعماق القصة وشخصية حسن ومشاعره.
بالنهاية التمس منك العذر لتأخري في قراءة الرواية والتعقيب عليها، لأن الأوضاع في غزة غير مستقرة الآن.