اسم الرواية "قصص لم تنته"
للكاتب أحمد متولي..
عن دار نشر إبهار للنشر والتوزيع..
التصنيف "فلسفي، نفسي"..
الحياة ليست خطًا مستقيمًا، بل متاهة من الاحتمالات والتجارب المتناقضة. في قصص لم تنته، يأخذنا الكاتب في رحلة داخل عقل عادل، الذي يجسّد الإنسان التائه، المتردد، الباحث عن معنى وسط دوامة من الأخطاء والندم.
عادل ليس بطلًا بالمعنى التقليدي، بل هو انعكاس لنا جميعًا—ذلك الشخص الذي لا يعرف ما يريد، الذي يبدل الطرق بلا يقين، يذنب ثم يتوب ثم يعود، وكأنه محاصر في دائرة لا نهائية من الخطايا والغفران. هنا تتجلى النفس اللوامة والنفس الأمّارة بالسوء كقطبين يشدانه بين الصراع الداخلي والواقع المبعثر.
الرواية لا تطرح أسئلة وجودية بقدر ما تعري الإنسان أمام نفسه، تضعه وجهًا لوجه مع هشاشته وتردده، مع قراراته التي سرعان ما ينقلب عليها، وكأن حياته كلها قائمة على التجريب لا اليقين. زواج فاشل، ثم آخر، عمل بلا استقرار، وإدمان كمحاولة يائسة للهروب من كل شيء، وربما من اللاشيء.
ما يميّز السرد هو الفوضى المنظمة—أفكار تتداخل، ذكريات تقتحم الحاضر، سرد غير خطي يعكس تشوش العقل نفسه. وكأن الرواية لا تُقرأ فقط، بل تُعاش، فتشعر وأنت تغوص في صفحاتها أنك تائه مثل البطل، ممزق بين الماضي والحاضر، بين ما تريد وما لا تعرف أنك تريده.
في النهاية، لا تمنحنا قصص لم تنته إجابات. لكنها ربما تجعلنا ندرك أن التيه ذاته قد يكون جزءًا أصيلًا من تجربتنا كبشر، وأنه لا عيب في أن نظل نبحث، حتى لو لم نجد شيئًا على الإطلاق..
.. غلاف قصص لم تنته لم يكن مجرد صورة، بل كان نافذة إلى عقل عادل—متاهة من الفوضى البصرية تعكس تلك اللخبطة الداخلية التي تملأ رأسه. كأن الغلاف لم يُصمَّم، بل وُلد من رحم أفكاره المتشابكة، من قراراته المترددة، من ذاكرته التي لا تهدأ.
فكان كمرآة غير صامتة، يحكي ما بداخل عادل قبل أن نقرأ كلماته، يضعنا وجهًا لوجه مع تردده وضياعه، وكأنه لم يكن بحاجة لأن يقول لنا شيئًا، لأن كل شيء كان مكتوبًا عليه منذ البداية، على غلافه.
°°اقتباسات أعجبتني..
❞ أنا كُرة كبيرة من التناقض مُنجرفة بسرعة هائلة على أرض مائلة، تأخذ في طريقها الفكرة، وتعكسها عند الدوران، نسيجها عُقد وخيطها ❝
❞ أصعب شيء في هذه الحياة أن تكتشف أنك كُنت على خطأ في الوقت الذي كُنت على يقين فيه بأنك على صواب، غريبة حقًا هذه الحياة! كلما شعرت أنك تعلمت مقاييسها، كلما اكتشفت أن ليس لهذه الحياة أي مقياس. ❝
❞ في المرة الأولى بحثت عن الزواج فقط لأشبه من حولي؛ فكل من حولي متزوجون ولديهم أطفال، أو بحثت عن الجواز كخيار طبيعي وحتمي، فكرة يزرعها داخلنا المجتمع ومن حولنا منذ الصغر، سواء كنت رجلًا أو امرأة يحاصرونك بها نفسيًا حتى تستسلم بلا تفكير. ❝
❞ نحن في النهاية بشر، والبشر بطبيعتهم يُحبون التَّفرد، فجميعهم وعاء يملؤه الأنانية حتى ولو ادّعوا عكس ذلك. ❝
#احمد_متولي
#قصص_لم_تنتهي_بعد
#قصص_لم_تنتهي_في_فنجان_قهوة_وكتاب