الكتاب العاشر من العام 2025
قصر الحلوى
اليف شافاق
(ال تنويرEnlightenm
بين روسيا وتركيا كانت البداية من خلال الحب من خلال الراوي وهو معتقل سياسي حكم عليه بالسجن لمدة سنة وشهرين، وأنه كتبها فيما يزيد عن الشهرين.
تتحدث الرواية عن جنرال من روسيا البيضاء جاء مع زوجته إلى إسطنبول بعد الثورة الروسية عام ١٩١٧م، هربا من احتمال أن تطاله الثورة بالانتقام، عاش مع زوجته قليلا من الوقت في اسطنبول ثم غادرها إلى فرنسا حيث يعيش ابنه هناك، في فرنسا دخل المجال التجاري وأصبح لديه رأس مال جيد، ولأنه عاش عمرا مديدا فقد قرر العودة مع زوجته إلى اسطنبول في خمسينيات القرن الماضي، واشترى أرضا وبنى عليها بيت بخمس طبقات سماه قصر الحلوى، كل طابق يحتوي شقتين، بدأ يستثمر شققه للتأجير ، استمر بذلك إلى أن توفي هو وزوجته، حيث انتقلت ملكية البيت إلى حفيدته في فرنسا، التي تابعت تأجير البناء عن بعد.
علمنا ايضا ان البناء كان قد نشأ على أنقاض مقبرة سابقة كانت التوسعة في اسطنبول قد سوتها، نقلت بعض القبور بما فيها قبران لوليّين كانا مدفونين في المقبرة، بعض القبور نقلت والبعض الآخر بقي في باطن الأرض. المعروف عن قصر الحلوى أنه وغيره في الحي السكني المتوسع بعد عشرات السنين يقبع فوق مقابر قديمة، هذه المعلومة التي تشكل عند السكان هواجس مختلفة.
الرواية هي حكاية سكان قصر الحلوى في مطلع عام ٢٠٠٢م، سكان الشقق العشرة للبناء، يتابعهم الراوي بشكل عشوائي، يتكلم عن بعضهم الراوي، وهناك شخصية تتكلم بصيغة المتكلم تحت مسمى أنا. لقصر الحلوى مشكلة تظهر وأنها متفاقمة دوما، أنها مشكلة الزبالة التي تتراكم دوما في ركن البناء، الزبالة لا تنتهي والرائحة السيئة المصاحبة ظاهرة دائما، يرافق ذلك انتشار كبير لحشرات مثل القمل والبق الصراصير والذباب وغيرهم، أصبح ذلك مشكلة يبدو أنها غير ممكنة الحل.
الشقة رقم 1. التسلط والقوة لا يحل اية مشكلة مثل مشكلة ام محمد مريم وزوجها فهي تعاني مع الحشرات وانتشارها ثم عدم الاهتمام جعلت الطفل مشتت لا يستطيع الدفاع عن نفسه امام زميله والهروب من المدرسة والعودة مساءا بعد الكذب على امه
الشقة رقم 2. التوحد المرض الصعب فب القصر فهنا سيدار وكلبه فقط عندما نختزل عالمنا بشيء واحد لا نحاول ان نفكر في أشياء أخرى فسيدار هنا لا يعرف ماذا يريد لأنه متوحد جدا مع أفكاره وكلبه فلا مكان للحب لديه. أنه مكتفي بنفسه وكلبه وعالمه الشخصي.
الشقة رقم 3. الكلام الذي لا يفيد كلام النميمة هنا مع مهنة الحلاقة التي لم يحاول الاخوان تطويرها فبقيت حبيسة القصر ومشاكل العائلة التي يدفع ثمنها الأولاد فجمال وجلال هما مصصفا شعر هما أخوين تومئان لا يوجد اختلاف جذري بحكم البيئة والتنشئة فهما يمثلان الامل ولا امل
الشقة رقم 4. شقة أبناء الطبع الناري، سمّو كذلك لكونهم على استعداد دائم للعراك والصدام مع الآخرين، ربما الشعور بالنقص يولد ذلك او الإحساس بوجود مشكلة والتعايش معها فالأخ متقاعد والاخت تحاول ان تعيش مع هواجسها.
الشقة رقم 5. حاجي حاجي وأسرته. وحكايات الجد وهواجس الام ومرض الأبناء هل نتأثر بالحكايات تصدمنا الوقائع فالأب والام مشغولان بالعمل والجد بحكاياته يربي الأولاد وولاء اهتمام من الاهل رغم خوف الام تخاف على أولادها من حكايات الجد، تحاول منعه ولا تستطيع، تفكر ان تأخذ اولادها معها للعمل ولا تنجح، يعودون إلى جدهم وحكاياته التي لا تنتهي، يعيشون في دائرة قصر الحلوى المغلقة، الزبالة والرائحة الكريهة والحشرات وانعدام الحل.
الشقة رقم 6 حياة الاحلام. يسكنها متين وزوجته نادية. متين وزوجته نادية، متين مستغرق في عمله، وزوجته مستغرقة بمتابعة الدراما التلفزيونية، إلى درجة أنها تصبح حياة موازية لها، بل بديلا عن الحياة التي تعيش خارج الشقة سواء في قصر الحلوى أو الجوار، باستثناء الرائحة السيئة والحشرات والزبالة المتراكمة.
الشقة رقم 7. يسكنها “انا” هكذا نعرفه، ان البرفسور، دكتور الجامعة، المثقف الذي يتكلم بصيغة المتكلم، مما يوحي أنه هو كاتب الرواية، نعرف أنه مدرس في الفلسفة في الجامعة، نعرف عن طفولته أنه الابن الأكبر لأسرة كان والده مدمنا على الخمر، وسرعان ما كبر هو أيضا وأصبح مدمنا على الخمر، نعرف أنه كان متزوجا من “اخشين” وأنهم انفصلوا حديثا، وأنه يعيش بصحبة امرأة أخرى هي “أثيل”، نعرف ان اخشين وأثيل صديقتين اصلا، وانه كان يمارس معهما الجنس أثناء زواجه من اخشين وبعد الانفصال عنها، يقضي معظم وقته في الحانة يشرب الخمر، يفكر دوما بحلّ مشكلة قصر الحلوى، مشكلة الزبالة والرائحة والحشرات، وآخر ما فعله، أنه كتب على الركن مكان رمي الزبالة: لا ترمي الزبالة هنا لأنه يوجد قبر لاحد الاولياء، لعلها تنفع الناس إن صدّقوا، تتوطد علاقته مع سكان قصر الحلوى، أحدهم العشيقة الزرقاء، الفتاة التي تعيش حياتها بشك منفتح جنسيا، لتلبي رغبة جنسية لتاجر الزيت والزيتون الذي يزورها دوما، والتي تتقرّب من الدكتور، وتصبح عشيقة له أيضا، يستعرض د أحوال قصر الحلوى، ويفكر كثيرا لماذا تورط وسكن هنا؟!.
الشقة رقم 8، تسكنها العشيقة الزرقاء، فتاة سميت هكذا لأنها كانت تستقبل عشيقها تاجر الزيت والزيتون، المتزوج والذي يقضي بعض لياليه عندها ، تجهز له بعض الطعام وتعيش معه علاقة جنس، لها معاناتها النفسية، عندما تتوتر وتتأزم تبدأ بجرح جسدها في مواقع مختلفة، وعندما يعرف بذلك الدكتور، بعد ان توطدت علاقتهم، يحاول أن يفهمها أنها مخطئة في ذلك، اخبرته انها دعت على تاجر الزيت والزيتون بالموت، وبالفعل أصابته سكتة قلبية ومات، حمّلت نفسها المسؤولية وبدأت تشويه جسدها، حاول الدكتور استيعابها واقناعها، بعدم مسؤوليتها، وبدأ معها علاقة جنسية مستمرة.
الشقة رقم 9. هائجين وسو. انها الام هائجين الموسوعة بالنظافة وابنتها الصغيرة سو، الام التي لا تتوقف عن تنظف بيتها والملابس وكل شيء، لديها خادمة خاصة لأجل ذلك، لا تتوقف عن التنظيف، كلّ ما تستاء منه ترميه للشارع، البعض تتركه والبعض تستعيده، الرائحة والزبالة والحشرات، كلها تزيد من هواجس توترها وغلبة هاجس النظافة عليها، واستمرارها في التنظيف ومواكبتها عليه، ابنتها سو بدأت تنشط وتدخل في عالم قصر الحلوى، تتقرب من الدكتور، ومن جارتها في الشقة العاشرة، العمة الأرملة.
الشقة رقم 10. العمة الأرملة، أنها الشقة الأخيرة والعمة الأرملة هي من أقدم سكان قصر الحلوى، حيث كانت وكيلة عن اغراض صاحبة قصر الحلوى، التي سامحتها بها، العمة مصابة بمرض الاحتفاظ بكل شيء، سواء كان لها أو مما يلقيه الاخرين، كانت تتسلل ليلا إلى الزبالة وتحمل اكياسها، وتحضرها لشقتها وتبدأ فرزها، غرفها ممتلئة بكل الاصناف من النفايات وكل شيء، أنه عمل سنين متواصلة، كانت سو الصغيرة قد كشفت هذه الزبالة المتراكمة، التي كانت سبب الرائحة المعيشة في البناء، وسبب الحشرات من كل صنف ونوع، اخيرا سو الدكتور بذلك، ثم وصل الخبر للبلدية، جاءت شاحنات كبيرتان عبأت الزبالة المتراكمة في بيت العمة، ومعهما سيارة خاصة ترش البيوت لقتل الحشرات. العمة اعتكفت في بيتها حتى ماتت وكشف أمر موتها بعد أيام.
تنتهي الرواية عندما تموت العمة ويحاول أهل قصر الحلوى إن يتجاوزوا محنتهم مع الزبالة والرائحة والحشرات… هل يتمكنوا من ذلك؟