اسم الرواية : ميازما
الكاتب: هيثم موسى
الناشر: دار إبهار للنشر والتوزيع
نبذة عن الرواية :تدور أحداث الرواية في أوروبا، تحديدًا في فرنسا خلال العصور الوسطى، حين كان الطاعون الأسود يلتهم القرى والمدن بلا رحمة، البطل دارتان هو شاهد على هذه المأساة، ويتنقل بنا بين الأزقة الموبوءة التي تحولت إلى مقابر جماعية، بينما يتلاشى كل شيء أمام أعين الجميع.
منذ اللحظة الأولى التي تقع فيها عين القارئ على عنوان "ميازما"، يجد نفسه متورطًا في أجواء قاتمة ومرعبة، تعيد إلى الأذهان الرعب الذي اجتاح أوروبا خلال العصور الوسطى بسبب الطاعون الأسود.
في هذه الرواية، لا يقتصر هيثم على تقديم سرد تقليدي لأحداث تاريخية، بل يحيك حبكة أدبية ممتازة بأسلوب قوطي أصيل، ليجعل القارئ يشعر بأنه يعيش الكارثة بكل تفاصيلها الدامية والمفجعة.
ميازما ليست مجرد رواية، بل تجربة حية، نفسٌ يختنق، صرخة تُحبس في الحلق، ولعنة تمتد من صفحاتها إلى قلب القارئ.
منذ اللحظة الأولى التي أمسكت فيها هذه الرواية بين يديّ، شعرتُ وكأنني أنظر إلى بوابة سوداء، باب يفضي إلى عالم غارق في الظلام واليأس، عالم لم يعد فيه الأمل سوى ذكرى بعيدة.
هيثم صنع كابوسًا ممتدًا، تجربة تأسر الروح وتأخذها في رحلة لا عودة منها.
الرعب ليس في الطاعون وحده ، بل في الإنسان أيضًا ،أنتَ هنا، تقف وسط مدينة تفتك بها لعنة لا ترحم، حتي الفئران التي حملت المرض اصبحت ضحية ، الهواء مسموم، الأزقة تفيض بالجثث، والرائحة خليط من العفن والموت والدموع الجافة، لكن الأسوأ ليس هذا… الأسوأ هو البشر ،كيف يتحول الإنسان، حين يعرف بأنه على حافة الفناء؟ كيف ينهار إيمانه، ويتبدد يقينه، ويفقد كل شيء كان يجعله إنسانًا؟
هيثم لم يكتب ، بل نحت كلماته بأسلوب ثقيل كالكابوس ، لا يمنحك لحظة راحة واحدة ، ستجد نفسك فجأة وسط خراب الطاعون.
الوباء هنا ليس مجرد مرض، بل تجسيد للفساد البشري، للذعر الجماعي، وللحقيقة القاسية بأن الحياة قد تكون هشة لدرجة العبث، هل كان الطاعون مجرد كارثة طبيعية، أم كان انتقامًا إلهيًا؟ هل الموت هو العقاب أم الخلاص؟
-حبكة قوية ومتقنة، القصة تتطور بسلاسة، دون لحظة ملل واحدة، مما يجعل الرواية مشوقة من البداية حتى النهاية.
-أجواء مرعبة بامتياز،الكاتب ينجح في خلق بيئة مرعبة تحيط بالقارئ من كل جانب.
-شخصيات عميقة ومتعددة الأبعاد، كل شخصية لها دور وتأثير حقيقي في الحبكة.
-أسلوب سردي مشوق، عزز الإحساس بالإنغماس وسط مشاهد الرواية.
الرواية ليست لمن يخاف الطاعون ، لأنها ستتركه معه، حتى بعد أن ينتهي من القراءة.
تقييم الرواية 5/5 بجدارة