أمي زعفرانة أم رؤوم أم بالفطرة لم تحمل وهنا على وهن لم تعاني أوجاع المخاض بيد أن عطفها وسع الكون بسمواته السبع وأراضيه، حنان متدفق رغم قسوة الأيام ووحشتها.
أمي زعفرانة أيقونة الأم والحب والوطن الذي اغترب فكانت هي بضعفها ورقتها وطن.
زهدت فيما يد الجميع فأتتها الدنيا خاضعة.
أحبها الجميع فلها هالة وحضور وقبل ولم يفطنوا أنها للحب مبتدأ.
أما بدوية، نفلة، قروية، ثم معلمة الحاضر، كانت تدافع عن حياتها بلا وعي منها، تخبرنا أن الموت يلفظها ولا تدري أن القوة مكمنها في خافقها، تنكر الذي حدث، تنكر الألم، تقاوم الوهن، تتشبث بالحياة رغما عنها، تتقن كل شيء بلا وعي، تجذب الأشياء وتجذبها.
أحبها هاشم وصدق فصدقت به فرزقت منه عصاما الذي عصم حياتهما وصانها لم يكن هو بنفسه سببا ولكنه دلالة لتمسك أبيه بها وعصمته لها من كل الخيبات، ثم أتى الهيثم الشاهد الصامت في دلالة أمي شبلة تقاوم وهي لا تدري يصمت عقلها عن القبح وتتناسى الألم حتى إذا ما تدفقت الحياة تدفق الكلام بلا هدى.
ثم ختمت الحكاية بالنور وأن الليل مهما طال سيهزمه النور.
ملحمة بين الماضي والحاضر، رافقنا السماء والنجوم وعلاماتها، ثم أصغينا للريح وتتبعنا القمر، اختلسنا من الأيام أوقاتًا رحلنا فيها بقلوبنا للصحراء، للقرية،للخيول، للنوق، أطعمنا الدجاج، وحلبنا الماعز وارتوينا.
عدنا للماضي كأنما هو حاضر بقوة دلالة من لم يكن له ماضي فليس له حاضر.
الرواية بكل حرف وشخص ماتعة.