ثلاث جنازات > مراجعات رواية ثلاث جنازات > مراجعة Maged Senara

ثلاث جنازات - محمد يوسف الغرباوي
تحميل الكتاب

ثلاث جنازات

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

فيه نوعية من الروايات بتناسب الجميع، باختلاف أفكارهم وتوجهاتهم ومستوى قراءاتهم، وترضي نهم المتعمق والمبتدئ، وأعتقد الرواية دي هتبسط كل فئات القراءة..

الفكرة ذكية جدًا ومثيرة للفضول، بداية إنك بتلاقي 3 جثث جنب بعض، وفجأة الجثث بتقرر تتكلم، قبل ما يعرفوا مصيرهم، في حالة حرية وتعري كامل، مش خايفين ولا هايبين اللي عدا، لا بقى فيه فرصة لحد يحكم عليهم في الدنيا، ولا الأسرار ممكن تتسرب لحد، حالة أمان مطلقة في البوح، وكأن التخلص من أعباء الجسد وإطلاق الروح بيخلق الحرية الكاملة بدون زيف أو أقنعة، وكأن الجسد عبارة عن عدة أقنعة مختلفة بتحبس الروح جواها..

بنسمع ونشوف 3 قصص مختلفة، والرواية علشان فيها مشهدية عالية ومكتوبة بإيقاع يؤدي سريع أضاف كتير للرواية وخلاني أنسجم جواها وأعيش في تفاصيلها وأشوفها بعيني وأتفاعل معاها، لأن من ميزات الرواية إنها اتكتبت بطريقة أقرب للرواية السينمائية، وده لو مكنش معاها إيقاع سردي سريع ومنضبط يقلل من جودتها، والكاتب أجاد في كده جدًا..

(عماد الشبح)

والحقيقة إن حكاية عماد الشبح هي أكثر الحكايات واقعية، تنغمس فيها من اللحظة الأولى، خاصة كمان إنها بتتماس مع شريحة كبيرة من الناس، الطبقة المنسحقة المسحوقة، اللي بيرمز لجبرية الإنسان وإنه مرغم على السير في طريق مهما حاول يتفاداها مش هيقدر، زي ما بيقولوا المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، ولأن غلطة الشاطر بألف، والثوب الأبيض أي بقعة تبان فيه، فعماد العصامي اللي واجه كل حاجة وقد يحافظ على شرفه والتزاماته بيقرر ياخد حباية لأول مرة في حياته، ويتورط بعدها في علاقة محرمة وجريمة قتل!

(الدكتور أحمد مختار)

صراع العلم والخرافة، والطب والسحر..

على الرغم إني مبحبش النوع ده من القصص، اللي بتكون مرتبطة بالتأثير الكبير للسحر، والماورائيات، إلا إني انجذبت جداً وعشت تفاصيلها، بسبب ربط كتير من المعارف واللفة الطويلة اللي قطعها سعيد علشان يوصل للقوة الكبيرة الطاغية، ويمكن انجذبتي في الأول للجزء النفسي اللي اتكتبت بيه شخصية سعيد إللي بشوفه بطل القصة مش أحمد مختار، الشخصية اللي عايشة في قفص الضحية وطول الوقت بتخلق لنفسها مبررات علشان تكره وتنقم على العالم، في نفس الوقت مع نجاح الضحية بيحصل تضخم في الإيجو وشعور بالتعالي مع نرجسية مرضية، وده كله بيخليه عنده هوست بالنجاح والوصول لأعلى المراتب مع التنكر الكامل لكل إللي ساعدوه علشان بحس بالرضا عن الذات وإن كل وصوله ناتج عنه هو بدون مساعد..

ومن خلال جمعه لكل المعارف المتعلقة بالسحر، من بابل لمصر القديمة للأمريكيين وغيرهم، ومحاولة الوصول للخلود، بنلاقي ده بيصاحبه إحساس الانتقام من ناس حاولوا يساعدوه، وفي نفس الوقت أحمد صديقه اللي تحمله بكل الطرق ودرس الطب النفسي لاقى نفسه فجأة بقى عدو لسعيد، اللي بيخطط لإنهاء حياته، وبتحصل بعض الأحداث اللي بتحبس الأنفاس..

...

(فتحي المليجي)

المهرب اللي قدر يكون ثروة كبيرة، والحقيقة إن العقدة النفسية في القصة هنا مختلفة، مرتبطة بإحساس القهر والضعف اللي ترتب عليهم بعد النجاة الانتقام..

فتحي اللي عاش يتيم وحاول بكل الطرق يسد ويساعد أهله، بيلاقي نفسه بسبب الظروف بيشتغل في التهريب، لكن المعلم بتاعه في لحظة طيش بيصفعه قدام الناس، وهنا بتجيله جلطة لأن عقله مستوعبش الصدمة، ونجى منها بأعجوبة، طبعاً القصة فيها بعد تصوفي، مرتبط بالرجل اللي بيظهر له كل شوية، وفكرة المصير والضوء الأخضر والضوء الأسود والرؤى المتعلقة بلحظات اقتراب الموت، وطبعاً مع وجود النفس اللوامة كنوع من انعكاس الظل للإنسان وإنها دايما في صراع معاه..

المهم إن فيه فكرة في القصة، إن الضوء الأخضر بيكون قريب منك وأنت مش غني، لأن الثراء الفاحش بيفتح لك كل السكك والأبواب ويزين لك الشر والخطيئة، لأن لولاهم مكنش قدر فتحي يغذي فكرة الانتقام ويمارس علاقات سادية كنوع من التعويض عن الأذى إللي اتعرض له، ومكنش تورط في جريمة قتل، ولا كان حلول بكل الطرق القضاء على المنافسين وتدميرهم بكل الطرق.. والدليل برضه إن الضوء الأسود كان بيزيد كل ما ثروته تكبر، واللي بيأكد ده إنه لما قرر قتل البنت، وندم قبله فوات الأوان، فده برضه راجع لفكرة الثراء، لأن لولا الثراء مكنتش حصلت العلاقة ومكنش تورط بمبلغ كبير علشان حد يقتل البنت، حتى مكنش هيكون معرض للابتزاز لو معندوش الثروة الكبيرة لانه مكنش هبقى مصدر طمع وإغراء..

ويمكن قصة فتحي بتبين العوار الكبير اللي حصل في مصر السادات وما بعدها، إن اللي حصله ترقي اجتماعي وجمع ثروة كبيرة محصلوش ترقي في القيم والأخلاق وده خلق شرح كبير وعوار متسدش لحد دلوقتي، لأنه مكنش ثراء قائم على العقل والمجهود والتعب، لكنه كان قائم على الفهلوة والنصب..

...

الرواية ممتازة، يمكن بس معجبنيش فيها بعض المصلطحات زي النادل، وغيرها اللي لو استبدلت بالكلمة الشعبية زي القهوجي تبقى أحسن..

وكمان النهاية في القصة التانية مكنتش بالقوة الكافية، يمكن كنت أتمنى نهاية أكثر ملحمية من كده..

...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق