قيمت الرواية بأربعة نجوم وهذا يعنى انها أعجبتني، نعم ولكن الأمر لا يخلوا من بعض الإزعاج الذى لازمني في غالب وقت القراءة بسبب الإطناب والمط وطول السرد المبالغ فيه والذى كان من الممكن أن يوجز منه الكثير، أعلم أنها سيرة ذاتية محملة بحقبة تاريخية ملأي بالأحداث والخطوب الجسام يزيد عليها تأملات صوفية وشذرات فلسفية بل حملت أيضاً بلمحات عن سير من عاشوا في زمن العالم المتصوف ابن عربي، ووصف لحالات المتصوفة وشطحاتهم وزهدهم ومالاتهم و و و ، أعتقد أنى قد أصابتني عدوى الإطناب والرغى غير المبرر من معايشتي للرواية، على كل، كانت تتوه منى الأسماء لكثرتها وبعض الأحداث تختلط علي لطول زمن سردها، فأعود صفحات لأستجمع موضوعها، باختصار، حملت الرواية الأدبية بما لا تحتمل وكان من الأولي أن يخفف كاهلها من الكثير، ولم يخفف عنى تلك الرحلة الشاقة وكان مدادا لا ينضب هو لغة الكاتب الغاية في الإمتاع والإبداع، الإمتاع كان فى اللغة العربية العذبة مفرداتها التي نثرها الكاتب بمهارة فائقة كحبات اللؤلؤ، والإبداع كان حين حين حول لغته مع كل تحول في الزمن وتحكم بمفرداته وطوعها لتلائم كل حقبة يطوف بها وهو أمر لو تعلمون عظيم ويدل على قدرة أدبية بالغة.
وفى الأخير كانت رحلتي مع الرواية شاقة لكنها ممتعة وتجربة جديدة وأولي مع الكاتب وبإذن الله لن تكون الأخيرة.