“الخسارة الحقيقية ليست في فقدان الأرض أو الابن، بل في فقدان حضارتنا وهويتنا. في رواية “العائد إلى حيفا”، الخسارة تكمن في الحلم الضائع لسعيد وصفيه في لقاء ابنهما خلدون، الذي تحوّل بعد عشرين عامًا إلى شخصٍ آخر تمامًا، لا يشبه التوقعات ولا يحمل ما كانوا يطمحون إليه. هذه الخيبة هي تمثيل لواقعنا اليوم، حيث لم تقتصر الخسارة على فلسطين فحسب، بل امتدت إلى باقي الأوطان العربية. هاجر العقل العربي، واندثرت الحضارة، وأصبحت لغتنا بعيدة عن أفكارنا. نحن من أسسنا علم الاجتماع، لكنهم هم من غيروا كل المجتمعات. نقطة التحول الحقيقية في الرواية كانت في تحول خلدون إلى دوف، بينما في واقعنا عندما تحولت مقدمة ابن خلدون العربيه إلى مقدمة ابن دوف الغربية