🌠الرواية: عزبة بركة
🌠الكاتب: أحمد السملاوي
🌠دور النشر: كتوبيا للنشر والتوزيع ٢٠٢٤
🌠التصنيف: رواية أجيال /جتماعية
🌠عدد الصفحات :١٨٢ أبجد
🌠 التقييم:🌟🌟🌟🌟🌟
🖼🖼الغلاف:
الغلاف رائع فيه صورة عزبة من إحدى القرى المصرية وهي مكان الأحداث الأساسي بالرواية.
حيث تدور الرواية بإحدى العزب الصغيرة من قرى مصر بكل مناظرها الخلابة من ماء وخضرة في مناطق يقطنها الفلاحين والغلاف فعليا جميل.
📓📓العنوان:
العنوان هو للمكان الذي دارت به أحداث الرواية وهو معبر عن المضمون فهي العزبة التي سكنها الجد منذ عقود وتوالت عليها الأحداث بين أجيال الرواية.
🖋🖋الحكاية:
عزبة بركة هي بإختصار حكاية مصر بخلفيات التاريخ والثقافة والإقتصاد والظروف الإجتماعية الهزيمة، النصر، الإنفتاح، الغلاء، عقدة الخواجة، هوس السفر للخارج، الجهل، الأصالة، الأرض، الجذور، الإنتماء، الفساد، السلطة، المقاومة .
_هوية مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية وظلال الحقبات والحروب التي خاضها هذا الشعب وترك إصابات بالغة وانكسارات جسيمة وكذلك روح المقاومة والتمسك والكفاح من أجل المبدأ، العرض، الأرض، الصلابة حتي في البدء من جديد إن جاء الزلزال المادي وهدم المنازل والمباني والزلزال المعنوي بتفشي الظلم والسلطة الطاغية لتسلب منا ما ومن نحب وتهدم لنا آمالنا ومستقبلنا.
📚📚📚 اللغة والسرد والحبكة:
_لغة عربية فصيحة بديعة معبرة عن الريف المصري أجاد الكاتب إستخدام لغته علي لسان أبطال روايته في الريف المصري بالمرادفات التي ناسبت كل زمن بروعة وجمال.
فكانت اللغة العربية الفصحي للسرد والعامية للحوار بلغة في منتهى الروعة، تمكن شديد وفصاحة بالغة تنم عن دراية الكاتب بلهجة أهل القرية واستخدام المرادفات والمصطلحات بمنتهي الحرفية حيث أمتعني جدا هذا النسيج اللغوي المتماسك للأفراد داخل القرية وكذلك تغير اللغة لبعض المدنية للشخصيات التي احتكت بالمدينة أو سافرت خارج القرية. وأظن حقيقة أن لغة الرواية من أفضل ما قرأت في روايات القرية المصرية.
_أما السرد فهناك براعة وسلاسة وتفوق طاغي لهذا الكاتب الشاب في سرد أحداث روايته وتدرجه تنازليا بين أجيال الرواية.
تشعر أنك مأخوذ مستمتع وأنت تشاهد الأحداث بمشهدية شديدة الإتقان وخيوط مترابطة لأحداث مكتوبة بميزان دهب وترابط منطقي وأحداث محسوبة ليكون الناتج تفوق وبراعة متناهية في سرد سلس وعميق .
📌الحبكة هنا شديدة التشويق جدا...
شابوة لأحمد السملاوي في إستخدام التسلسل الزمني الخطي (بداية ووسط ونهاية باحداث منظمة تدريجيا )في بعض المقاطع.
وكذلك الفلاش باك في الرجوع بالزمن للسرد.
كما كان هناك استباق زمني ( فلاش فورورد) ممثل في توقع الشخصيات لأحداث ستحدث عن طريق الرؤيا.
ونجمع كل هذا في نقطة شعرت أنها تلوح لي وهي (الزمن الدائري) ف بركة الجد الذي بدأت عنده الرواية ستستمر الأحداث حتي نصل إلي الحفيد الذي سيعود بنا لنقطة تشبه البداية ولكن لتصوغ حكاية جديدة.
الزمن هنا بطل أثر علي الحبكة لأن إستخدام البعد الزمني هو الذي أضاف هذا التشويق وجعل الأحداث في غاية الإثارة لدقة إستخدامه.
🏝🏝 براعة السملاوي هي الجوكر في هذه الرواية لأنه لولا المهارة في البحث عن صورة غير مقولبه للريف وغير مكررة للأجيال وغير نمطية للأحداث التاريخية التي ذكرت في العديد من الروايات السابقة لكانت رواية تقليدية ولكنها بحق متميزة جدا ولها إحساس متفوف عن مثيلاتها لأنك ستشعر أنك تنتمي لهذه العزبة ولهذه العائلة وعن نفسي وجدت شخصية العمة هي "مصر" هي تلك العراقة والعطاء والحب والطبطبة والعمود الذي يصلب الروح هي رمانة الميزان هي الهيبة والجلالة.
كانه نسيج متكامل متجانس لثوب يمثل شخصية مصر من عصور الملكية لناصر والسادات وحتي عصر مبارك وتأثير كل زمن علي الموروثات الثقافية والفكرية وكيف عاشت مصر كل عصر بشخصيتها الصامدة وروحها المكافحة وضميرها المتيقظ.
🎭🎭الشخصيات:
ولا أجمل ولا أروع من شخصيات رسمت بمنتهي الوضوح بمازورة وحرفية لتؤدي الدور المرسوم لها في الرواية دون زينة وبهرجة فكل شخصية أداه وترس في تلك الرواية الجميلة بداية من أسرة بركة وكل الشخصيات المحيطة المؤثرة.
فالأجيال لم تكن في أسرة بركة فقط بل كانت في اسرة العمدة وكذلك أسر القرية وتوالي الأجيال بكل الاختلافات التي طرأت علي أرض مصر وعلي ربوعها وروحها أيضآ.
الشخصيات كلها دسمة حتي وان تقلصت مساحتها بالرواية فهي مرسومة لتؤدي دور رئيس في الحكاية ودور معنوي له رمزية ودلالة مما أضفي بعد ومعني أبعد للحكاية الدارجة للجد والأبناء والأحفاد في قرية صغيرة.
✍✍✍النهاية في الرواية جاءت منطقية وإن كانت تعتمد علي قدر من المصادفة وإنما مقبولة جدا وإن كانت غير متوقعة لأن الأحداث جاءت بغته فحدث بلوت تويست تغيرت علي ضوءه الأحداث
📍كلمة أخيرة:
رواية من أجمل روايات القرية المصرية ستنهيها بجلسة واحدة ربما، ولكنها لن تنتهي من خيالك وفكرك ستظل عالقة بما تحمل من جمال وإبداع.
شكرا للسملاوي هذه الجرعة المكثفة من روح مصر!
🌠🌠الاقتباسات:
🌺❞ البنتُ ثمرةُ قلبِ أبيها، زَهرةُ عُمرِه الفوَّاحة، وأصيلة كانتْ لبركة جُلَّ فرحتِه وسرَّ ضحكته، تربَّعتْ في قلبه، حلَّتْ محل أمها، قطعة من روح سنيورته تركتْها له ورحلتْ، ❝
🌺❞ كنتُ مكلومًا في حُبِّي، أهفو إلى نظرة لقاء، أحلُمُ بحبٍّ أسطوريٍّ كعشق السنيورة وبركة، أو غرامٍ محمومٍ بالأملِ والصّبرِ كحبِّ فادية له، فلم أحظ إلا بحبٍّ مخذولٍ وهوىً شحيحٍ لم يُشبِعْ جُوعًا ولم يَرْوِ ظمأً. ❝
🌺❞ تركتُ دار المحبوب وغدوتُ أمشي إلى أصيلة، إلى الماضي الذي تعيشه وصنعتْ منه حوائط وجدران تحجب الحاضر والمستقبل أن ينفذ من أي ثقبٍ لنا، أصيلة القطة التي خافتْ على صغارها فأكلتهم لتحفظهم في أحشائها من غدر الحياة ❝
🌺❞ شيءٌ ما تغيَّرَ في بركة، حتى وهنُ صوتِه زال فصار ذا رنَّةٍ، بدهشةٍ تراه من جديد، بكتْ أصيلة، احتضنتْ أباها، اختبأتْ من الخوف داخله، كأنّ في حضنه جنةً تمنَّتْ ألّا تغادرها أبدًا❝