استمتعت جداً بقراءة هذا العمل من الناحية الفنية والأسلوب المتبع. حيث عمدت الكاتبة إلى استخدام الأسلوب الساخر والكوميديا السوداء لعرض حياة أرييل شارون والمرور على محطات حياته وهو راقد في غيبوبته. هذا العمل وإن بدا بسيطاً للوهلة الأولى، إلا أنه يعد وثيقة تاريخية هامة لمراحل حياة مجرم الحرب أرييل شارون والذي هندس وأسس لمذبحة صبرا وشاتيلا في لبنان، مرورواً بكل الفظاعات التي ارتكبها، وصولاً إلى إشعال فتيل الانتفاضة الثانية في الأراضي الفلسطينية.
علي القول أن هناك العديد من المحطات والمعلومات التي قدمها لي هذا العمل ولم أكن على معرفة بها من قبل ومنها أن أرييل شارون ولد في فلسطين وهو الذي اتخذ من مذبحة اليهود مبرراً لكل الفظاعات التي ارتكبها، حتى أن أحد شخصيات العمل قالت له بطريقة ساخرة أن مولده في فلسطين يجعل منه فلسطينياً حيث كانت تنتقد ساديته وصهيونيته بطريقة ساخرة. كما كان من المعلومات والحقائق التي قدمها العمل أن ابنه من زوجته الأولى قُتل بطريق الخطأ ببندقية فلسطينية كان قد حصل عليها شارون من إحدى القرى التي هُجّر أهلها. فقد كان طفله يلعب مع صديقه بهذه البندقية، وصديقه أطلق عليه النار دونما علم أن بيت النار كان يحوي هذه الرصاصة. فأيّ عبثية يمكن أن يكون عليه الموت، وقد قمت بالبحث عن هذه المعلومة للتأكد إذا ما كانت حقيقة أو جزء من الأعمال المتخيلة التي طرحتها الكاتبة لأجد أن ابنه فعلا مات بهذه الطريقة.
برأيي هذا العمل فيه جانب تأريخي وتوثيقي مهم للقضية الفلسطينية ومفاصلها التاريخية. وأخيراً لا بد من الإشادة بالترجمة الأكثر من رائعة لهذا العمل، كانت اللغة جداً قوية ومعبرة. عمل أنصح به.