الكتاب: الريح لا تستثني أحداً.

الكاتبة: عائشة مختار.

دار النشر: منشورات الحياة.

مييكييكاييكعدد الصفحات: 98 على أبجد.

قد يتضمن كشف لأحداث الكتاب.

لا أدري بما أصف هذا الكتاب، هل هي رواية جمعت عدة شخصيات في قرية واحدة؟ أم مجموعة قصصية تتحدث عن كل شخصية بمفردها ولكن يجمعهم خيط واحد وهو الريح؟

تعد الريح هي الشخصية الرئيسية في هذا الكتاب، مع أول ريح ضربت القرية أصبح أهلها عراة لا يتذكرون ما حدث، ويدور كل رجلٍ حول نفسه بجنون لما يطغى على أنوفهم من رائحة طاغية لا يعرفون مصدرها ولا يشمها غير الرجال دوناً عن النساء والأطفال، ومع مرور الشهر التاسع على هبوب أول ريح، سيكون هناك ولادة الطفل الذي سيتكلم ثم يصمت والطفل الذي سيحب التجوال ولا يعرف أبواهما، ومع ولادتهما اختفت الرائحة وشعر الرجال بالارتياح، ورأى أهل القرية أن لهذين الطفلين أمراً عظيماً، فكانوا لا يتوانون عن سؤالهما عن كل صغيرة وكبيرة.

الرجل الذي سيتكلم ثم يصمت، الذي كان يجلس عند أطراف القرية منتظراً والدته التي أحبته كما لم يحبه أحد من قبل، ولقد تميزت بوشم أخضر على وجنتها، عده الناس حلاً لكل مشاكلهم، كالسائلة التي استبدلت قلبها، والسائل الذي لم يجرب، والسائلة التي لعنت الشمس.

الرجل الذي يحب التجوال، نشأ في بيت الرجل الذي رقص مع الذئاب كان مأخوذًا بالقلوب، والأعضاء، والأخلاط التي تصنع المعجزات، ولم يكن يستريح حتى يجد أجوبة لأسئلته الكثيرة، ولقد انضم معه في تعلمه وازدياد معرفته الرجل الذي سيتكلم ثم سيصمت، فكان أحدهما مولعاً بالمساحيق والأبخرة والآخر مولعاً بالكتب.

الفتاة التي لا يعرف اسمها، ولدت بعد الرياح الثانية في ثلاثة أيام، ولقد تبنتها السيدة التي امتلأ قلبها بالشوك في بيت الرجل الذي رقص مع الذئاب، وعند علمها بما حدث في موقعة الرياح الثانية وما قام به أهل القرية من التخطيط لقتل والديها، طلبت المعرفة ولم تجدها في القرية فقررت السفر خارجها لتعود بعد ثلاث سنوات، بغير العضو الذي كان ينبض كما كان ينبض من قبل، وتسقي رجال القرية اللبنَ المخلوط بالتمر الذي زرعته قبل ثلاثِ سنوات، تُومِئ للنسوة أنْ يقْتربْنَ، فيفعلْن، تلمس وجوهَهن، ثمّ تنتزع أجمل ما فيها، وتخرج مِن بيتوهنّ تاركةً الغُصَّاتِ والذهول، لم تستثن أحدًا.

الكتاب لغته قوية بدرجة ممتازة، الألفاظ رائعة حتى أنها تحتمل أكثر من معنى مع اختلاف من يقرأها، مما يحتاج لقرائةٍ متأنية أكثر ولإعادة أخرى.

الاقتباسات التي لفتت نظري، وما أكثرها:

" هم يعرفون ما يريدون؟ كل أهل هذه القرية يطلبون السعادة لكنهم يجهلون طريقها، وما يطلبونه أحياناً يذهب بهم للاتجاه الآخر "

" كلنا سنموت، هذه الحقيقة الأولى "

" وعرفت ألا حرية أمام الموت، وألا شيء مستثنى منه حتى أكثر المخلوقات حرية "