اسم الكتاب: طشَّاري
اسم الكاتب: إنعام كجه جي
نوع الكتاب: رواية
الموضوع: حرب، تهجير، تغريبة
صادر عن: منشورات تكون
واقع في: 267 صفحة
مدخل: لكنهم يعيشون حسرة طير البياديد الذي جعل قبور آبائهم وأهاليهم شذر مذر، طلقة طشارية في بلاد الله الواسعة.
نبذة عن الرواية: وردية بطلة روايتنا طبيبة نساء وتوليد، تقودنا حكايتها على مدار 41 فصلا، يتراوح سردها بين الراوي العليم وبين ابنة أخيها أن إسكندر وبين ابنتها الطبيبة هندة. مدخل الرواية الذي كانت فيه وردية مسنة قدمت إلى فرنسا مع باقي المهاجرين العراقيين بعد أن فتت الحروب والطائفية وطنهم فأضحى من وطن ألف ليلة وليلة إلى ألف ويلة ويلة. تراوح السرد بين حياة وردية الشابة والطبيبة التي ستنتقل بحكم وظيفتها من الموصل إلى بغداد إلى الديوانية مستعرضة خلاله تفاصيله التغييرات السياسية والاجتماعية. بدا السرد عاديا منسابا بهدوء ولكن بعذوبة لا تقاوم مع لغة ساحرة تجعلنا نعيش مع وردية جمال أيامها وكفاحها في عيادتها في الديوانية ثم وقوعها في الحب وزواجها وانجابها. حتى انقلبت الأحوال وطفت رائحة الدم على سطور البلد الجريح، وبدأت رحلة الهمجية والطائفية والقتل الغوغائي، ليسيح بعدها أبناء الوطن مجبرين نحو أوطان غريبة نجاة بأرواحهم من جنون الحرب وويلاتها، فهاهم أبناء وردية براق في هاييتي وهندة في كندة وياسمين في دبي، أما هي فساقها القدر بعيدا في فرنسا لتكون هناك بوجود ابنة أخيها أم إسكندر. يبدو وضعهم مثلما سمته الكاتبة طشاري متطاير ومتقافز ومتباعد ولا مجال للم الشمل بسهولة بسبب الحواجز القارية والقوانين والتأشيرات.
"بدون الأمهات تفقد الأوطان ملحها" تتدفق رسائل هندة لأمها وردية تسرد فيها تفاصيل غربتها وأمومتها ومصاعبها لأمها، وكيف كابدت لتنال وظيفة الطب في بلدة نائية في كندا.
"إن الشق كبير وإبرتنا صغيرة، ولن تكون هذه المقبرة الافتراضية سوى وهم جديد نضيفه إلى كل تلك المواقع التي يهرع إليها العراقيون لتشييد بلد على الانترنت."حين عجز الواقع عن لم شملهم المتشرذم، صمم إسكندر حفيد وردية مقبرة إلكترونية تجمع الأسر العراقية فيما يسمى بلم الشمل، ولكن تعطينا الإشارات خلال فصول الرواية أن لم الشمل هذا أصبح مستحيلا ولن يجمع شتاتهم الاجباري سوى الموت وعلى الواقع الافتراضي الذي لا ندري إن كان سينجح هو الآخر أم لا.
ترى: هل ستنجح مقبرة إسكندر في لم الشمل الافتراضي؟ من هو غسان الفلسطيني؟ ما هي قصة سهيلة وماذا تريد من إسكندر؟
مخرج: لن نموت من داء السكر والتدخين، بل من داء الحنين ومن تلك الحياة الافتراضية الموازية التي لم نعرف كيف نعيشها كما يجب.
اقتباسات عن الرواية:
-حتى الحنين أتمرن على خلعه فلا أعود معنية بالأشواق.
-خطفوا الوطن وتركونا نعلق مفاتيح بيوت أهالينا على جدران هجرتنا، نحلم بجسر العودة.
-يعرف الملعون كيف يرمم ما مضى من عمرها، ويؤاخيه مع ما تبقى. يلعب على الشاشة لكي يحيل الموت طبقا قابلا للاشتهاء.
-كل شيء ينمو ويزدهر، حتى الموت. حتى عمتي انظر إليها فأراها تتراجع في العمر وتقترض شيئا من ألق الصبا بدل أن تتقدم في الشيخوخة.
-حرب خاسرة سلفا ويريدون من البطل أن يموت ليحتفلوا به شهيدا.
-تواظب على سقي شجرة الصور حتى ولو كانت تربة المهجر عصية على إنباتها.
-صارت حكاياتها القديمة فصلا من حكاياتي الخاصة قد يسبق ولادتي ولا يتوقف عند يومي الراهن.
-كان فراق المكتبة أفدح لدى بعض اصدقائي من فراق الأصحاب وسدرة الدار.
-كان الموت كثيرا بحيث لا يتوقف المرء أمام الميتات العادية ولا يجد الوقت الواجب للحزن.