(موتٌ يرقص فوق عشب الحدائق ويمتص عسل التمر ويسكر في حانات أبي نواس، ترى في النشرات رعبًا يوميًا صار معتادًا، أعطنا دمنا كفاف يومنا!!!
بلدٌ فذ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشًا، تصلي له فلا تستجيب السماء، سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يومًا طلبًا؟! أم يشبعون من الدم؟!)
هذه رواية شتات العراق وتشتت العراقيين .. ترسمها إنعام كجه جي بصدق وشفافية بالغين، من خلال شخصية الطبيبة ورديَّة التي ذكرتني كثيرًا بـ رقية الطنطورية .. التي حكت شتات فلسطين! ويبدو أننا كلنا في الهم والمأساة عرب!
بدت لي هذه الرواية في أقسامها وانتقال السرد فيها على لسان الطبيبة مرة "وردية" ثم حكاية على لسان بنتها "هندة" مرة، أو من خلال ابنة أخيها مرة أخرى، بدت لي أٌقرب لحكاية العراق الضائعة دومًا المشتتة !!
يحسب لهذه الرواية أنها لن تستغرق في الألم والمعاناة، بل حاولت أن تمزج الواقعية الشديدة في كل ذلك الشتات ببصيص من الأمل
.
كانت فكرة "المقبرة الالكترونية" التي فكَّر فيها الابن المغترب، فكرة خيالية وذكية، وانتهت إلى استحالة تحققها، أو تمسك هؤلاء الذين يبحثون عن أوطانهم بمواقع افتراضية للموت، كما لم يؤمنوا بمواقع افتراضية في الحياة!
رواية جيدة جدًا، صيغت بإحكام واقتدار ..
أتوقع لها الفوز في بوكر
.
اقرؤوا ما كتبه حسين كركوش عنها هنا:
****