إنَّما أَخافُ على أُمَّتي الكِتابَ واللَّبَنَ. قال: قيل: يا رسولَ اللهِ، ما بالُ الكِتابِ؟ قال: يَتعلَّمُه المُنافِقونَ ثمَّ يُجادِلونَ به الذين آمَنوا. فقيل: وما بالُ اللَّبَنِ؟ قال: أُناسٌ يُحِبُّونَ اللَّبَنَ، فيَخرُجونَ مِنَ الجَماعاتِ، ويَتْرُكونَ الجُمُعاتِ.
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17318 | خلاصة حكم المحدث : حسن
أي: أنَّ أُمَّتي سَوف يَكونُ هَلاكُها في هَذَينَ الأمرَينِ. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما الكِتابُ واللَّبَنُ؟ فقال رَسولُ اللهِ: يَتَعَلَّمونَ القُرآنَ فيتأوَّلونَه على غَيرِ ما أنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، أي: مَقصودُه بهَلاكِها بالكِتابِ: القُرآنُ، بحَيثُ يَتَعَلَّمونَه لَكِنَّهم يُفسِّرونَه ويَعمَلونَ به على غَيرِ ما أرادَ اللَّهُ تعالى به، وهذا كما وقَعَ مِنَ الفِرَقِ الضَّالَّةِ، كالخَوارِجِ الذينَ تَعَلَّموا القُرآنَ لَكِنَّهم فَهِموه على غَيرِ فَهمِه، فكَفَّروا المُسلمينَ وقاتَلوهم واستَحَلُّوا دِماءَهم وأموالَهم. ويُحِبُّونَ اللَّبَنَ، أي: هَلاكُهم باللَّبَنِ أنَّهم يُحِبُّونَ الماشيةَ، حَتَّى أنَّهم يَترُكونَ الجَماعاتِ، أي: صَلاةَ الجَماعةِ، والجُمَعَ، أي: صَلاةَ الجُمعةِ. ويَبدونَ، مِن بَدا، أي: يَخرُجونَ إلى الباديةِ، والمَعنى: أنَّهم يَترُكونَ سُكنى الأمصارِ ويَسكُنونَ في الباديةِ؛ لتَوفُّرِ اللَّبَنِ فيها فيُحرَمونَ مِنَ الجَماعاتِ والجُمَعِ.