رواية عزبة بركة
ببداية لطيفة جداً ولغة واضحة قوية ووصف دقيق ممتع بدأ الكاتب روايته لنجلس جمباً إلى جمب مع بطل الرواية "جمال" والذي يعيش مع عمته في بيتهم الطيني في كفر بركة! لنستمع منها عن جده "بركة" والذي سمي الكفر على اسمه!
تأخذنا العمة من حكاية لحكاية لتصف لنا حياة "بركة": كيف نشأ وتربى، كيف أحب وتزوج، كيف كبر وترعرع وكيف كانت حياته مليئة بالأحداث والقصص - وكل هذا بصورة خفيفة ولطيفة ذات لمحة قروية ممتعة!
بطلنا أيضاً "جمال" له حكاية مع عزبته وعمته وحبيبته "ناديا" وتطلعها للسفر وخروجها من العزبة وهو الشيء الذي كان صعبا ً على "جمال" لتمسك عمته به وبما ورثه من إرث نفسي ومعنوي عن جده "بركة"!
طريقة عرض الأفكار لطيفة جداً وحكايات العمة جميلة وبتيجي في وقتها، ده غير الخط الزمني الحالي واللي البطل "جمال" بيعيشه!
رواية أجيال حلوة وخفيفة وفيها هذا الطابع المشوق الذي يجعلك تقرأ الفصول بنهم لتفهم وتعرف أكثر عن الأحداث!
لغة الرواية جميلة واختارها الكاتب لتكون فصحى سرداً وعامية "فلاحي" حواراً - ولقد كانت من أسباب حبي للرواية وتمتعي بها!
اقتباسات
"في الريف حياة كل الناس ملك لكل الناس"
"أتوه في زحام شارع سعد ولافتات الأطباء التي تكسو عمارات الشارع كلها، أحياناً ما أسأل نفسي لماذا هناك مرض مادام في هذا العالم كل هؤلاء الأطباء ؟!"
"التقطت جواز السفر الذي ألقته على الأرض ودفسته في جيبي وتركت السكوت يتحدث"
"متشتريش اللي باعك .. ومتبعش ماضيك عشان متخسرش مستقبلك .. الشجر متطرحش فروعه لو جذوره مش في الأرض"
"كان الناس حولنا يزيلون آثار الخراب، سقط القديم والجديد، كانتْ للعجب القبور الطينية على حالها كما هي."
#فريديات