في البداية ظننت العنوان مضللا
لأن الأحداث كشفت لي منذ البداية أن بطلة الرواية لم تقتل والدها كما يذكر العنوان
إنها ودون شك رواية
كيف قتلت أبي
للمؤلفة الكولومبية سارة خاراميِو كلينكيرت
تأخذنا الكاتبة في رحلة استغرقت عشرين عاما تحاول خلالها أن تتخطى فاجعة مقتل والدها
تحدثت باستفاضة عن الألم والحزن والتخبط والضياع
بحثت عن العلاج في والدتها وإخوتها في بيتها وفي حديقة منزلها في خادمتها في الطيور والأرانب والأشجار في السفر والحب في التأمل وفي الذكريات دون جدوى
ترى أين ستجد العلاج أخيرا؟
وهل ستفسر النهاية ذلك العنوان الغامض؟
يقال إن ما يصدر من القلب يصل إلى القلب
وهذا ما لمسته عبر سطور الرواية وبين صفحاتها
إنه ذلك النوع الذي تعلم أنه سيأسرك من البداية
النوع الذي يجذبك سرده العميق السلس المتماسك حتى الصفحة الأخيرة
قصة الكتاب مبنية على تجربة حقيقية خاضتها المؤلفة ونقلتها بصدق وشفافية فأسهبت في تجسيد الألم الذي لحق بها وبعائلتها بعد تلك الفاجعة
وقد تألق المترجم في نقل النص إلى العربية بلغة أدبية آسرة تتفتق عاطفة حزنا ألما ومتعة