سكولا (1952-1989) > مراجعات رواية سكولا (1952-1989) > مراجعة DR / FAHAD ALKHORAYEF

سكولا (1952-1989) - محمد حسين أبو زيد
تحميل الكتاب

سكولا (1952-1989)

تأليف (تأليف) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الغطس مع الحيتان في اخاديد المجتمع المصري المعاصر

رواية "سكولا" للكاتب محمد حسين أبوزيد عمل أدبي متميز غاص في عمق المجتمع المصري المعاصر، متناولًا فترة زمنية حافلة بالأحداث والتغيرات التي شهدتها مصر خلال العقود الأخيرة. تكتظ وتتميز الرواية بأسلوبها السردي السلس والمكثف وشخوصها المتعددة الأبعاد ، مما يجعلها عملًا أدبيًا شيقًا ومثيرًا للتفكير.

للرواية رؤية شمولية للمجتمع تستعرض فيه ببراعة مختلف شرائح المجتمع ، فلاحين وبسطاء ومثقفين وحكام، ولهذا قدمت لنا صورة بانورامية حية للمجتمع في تلك الفترة.( ويستعرض فيه أبو زيد عضلات معرفته باللغات المحكية وتمكنه من اللهجات)

وتنتقل الرواية بسلاسة بين الماضي والحاضر، وبين الأماكن المختلفة، بتشابك زمني ومكاني خلاب ما اضفى على الأحداث عمقًا إضافيًا ، شاركت في ذلك الشخصيات المتعددة الأبعاد فتتميز شخوصها بخصائصها الفريدة كلا على حده، وتتطور الشخصيات على مدار الأحداث بشكل اخاذ، مما يجعلنا نتعاطف او نتفاعل معهم.

وتتناول الرواية قضايا اجتماعية حساسة، مثل التفاوت الطبقي، والصراع بين الأجيال، والتحولات السياسية، مما يجعلها عملًا أدبيًا ملتزمًا، استخدم فيه القاص العديد من الرموز التي تدعو قارئة إلى التفكير والتأمل .

ويحسب للقاص أبو زيد استطاعته على ربط الأحداث التاريخية بشخصياته الروائية، وتأثير الأحداث السياسية والتغيرات السياسية في مصر على حياة الشخصيات، أيضا تصويرة البليغ لدور المرأة والصورة التي قدمتها الرواية للمرأة المصرية في تلك الفترة.

يضاف الي ذلك اللغة السلسة والوصف الدقيق فيتميز أسلوب القاص المبدع أبو زيد بالبساطة والوضوح، ويستخدم أحيانا لغة شعرية في الوصف،

نموذج ( ... تنسدل من فوقه جدائل شعر ذهبية تسكنها خصل قصبية تصب عليها الشمس وهجا وسناء ... ) ادعو فيروز لغناء هذا .

وفي ظني ان الرواية تطرح عديد الأسئلة حول الهوية، والانتماء، والتغيير، والحلم. فيمكن القول إنها دعوة للتفكير في الجذور، ومدى تأثير الماضي على الحاضر، وأهمية المحافظة على القيم الإنسانية.

د/ فهد الخّريف

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
2 تعليقات