ريفيو عن رواية (نيورا) بدون حرق للأحداث.
(مرحبا، أنا نيورا، مساعدك الرقمي. لأنك قارئ ومثقف وعلى درجة من الوعي، فقد تم اختيارك لتنضم إلينا.)
تلقى العديد من القراء هذه الرسالة الغامضة في صباح أحد أيام شهر ديسمبر الماضي، ثم تلتها رسائل أخرى مشابهة، وهو ما أثار الدهشة والريبة في صفوف الوسط الثقافي المصري حول ماهية هذا النيورا. ثم اتضح الأمر لاحقا كاشفا اللثام عن إحدى أذكى حملات الدعائية لرواية (نيورا) للكاتب أحمد عبد العزيز، الصادرة عن دار نشر الرسم بالكلمات. وهو ما دفعني لقراءتها بمجرد توفرها على تطبيق أبجد.
تدور أحداث الرواية حول نور الذي يعيش في المستعمرة التي أسسها البشر الناجون من الكارثة الكبرى التي ضربت الأرض قبل أكثر من ألف سنة. تمتاز هذه المستعمرة، المحاطة بالأسوار، بالرخاء والتطور والعملية، الخالية من أي مشاعر، تحت سيطرة منظومة الذكاء الاصطناعي (نيورا) التي أسسها قادة العالم الجديد المعروفين باسم (الكيان) أو (العالم السفلي).
نكتشف مع نور أن هذه الأسوار تحتجز خارجها صنف آخر من البشر الخارجين عن سيطرة نيورا، فاعتبرهم الكيان مخربين، لكنه - ولسبب ما - كان يبقيهم أحياء بدلا من القضاء عليهم رغم التفوق التكنولوجي الكبير. ثم يحدث ما يقلب حياة نور والعالم بأكمله رأسا على عقب، ويضعه في بؤرة الأحداث.
السرد باللغة العربية الفصحى، تتخلله بعض الحوارات بالعامية المصرية.
أبرز ما يميز الرواية هو:
- الإبداع الذي بدأ من الدعاية مرورا بالفكرة المبتكرة، وانتهاء بال QR code الموضوع في كل فصل لينقلك عند مسحه إلى فيديو على تطبيق يوتيوب تم تصميمه خصيصا ليصور لك الوصف المذكور.
- الإسقاطات التي حفلت بها الرواية على الأوضاع الحالية.
- المجهود المبذول في الرواية، وعدم الوقوع في فخ الاستسهال.
أما أبرز ملاحظاتي على الرواية فهي:
- الأخطاء الإملائية والنحوية العديدة التي حفلت بها، وهو ما عكر صفو قراءتي.
- وجود بعض الثغرات في الحبكة، التي لم تقنعني، خاصة في النصف الثاني منها.
- الإسهاب في السرد والحوار في الكثير من الأجزاء.
وبشكل عام فالرواية مبتكرة وممتعة وتستحق تجربة القراءة رغم كل شيء.