حليب سوفييتي
للكاتبة اللاتفية نورا إكستينا
صادرة بترجمتها العربية للمترجمة ضحوك رقية عن دار ممدوح عدوان
كيف يؤثر الاحتلال في حياة الفرد، وكيف يتحكم في ابسط تفاصيل يومه في إيمانه و حدود مايجب أن يتعلمه وحتى في طعامه ومكونات فطوره؟
كيف يؤثر الاحتلال في حياة أم حتى تتغير نظرتها للحياة وترفض إلرضاع ابنتها خوفاً من تسممها بحليبها المر والملوث بالسواد السوفييتي وكيف تكره الطفلة شرب الحليب في إفطار المدرسة كتعبير عن رفضها لسياسة القطيع!؟
كيف تسعى الأنظمة الشمولية على مر التاريخ في صناعة أفراد مستنسخة مدربة على إطاعة الأوامر دون تفكير، غير مسموح لها بالخروج عن النص أو بالمشي خارج القطيع.
مابين ثلاثة أجيال عشن في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية وحتى سقوط برلين في لاتفيا إحدى البلاد المحتلة من قبل الإتحاد السوفييتي تدور أحداث الرواية وتنتقل فصولها بين الأم والإبنة بين الإكتئاب والمثابرة واليأس القاتل والأمل.
من اقتباسات الرواية:
"كاد عقلي أن ينفجر. تقوض ما تعلمناه من خطاب الرفيق شيئاً فشيئاً بما قرأه علينا المعلم بلمز: '''من استولى على العالم، وأراد التلاعب به، لن ينعم بالسلام. العالم إناء مقدس ينبغي ألّا يُتدخل فيه''' ".
" وصل زميل من المدرسة في أثناء استراحتنا، يحمل خبراً بشأن إزاحة الستار عن نصب تذكاري في قريتنا، بجوار محطة السكة الحديدية تماماً، غير بعيد عن جسري الحبيب، قرب القضبان. تبين أن دبلوماسياً روسياً قُتل قبل أكثر من خمسين عاماً في محطة بلدتنا المغمورة. أصبح بطلاً في روسيا، وبالتالي بطلاً في لاتفيا الآن. نبذت والدتي كل هذا بوصفه لعق أحذية، وهذا أحد تعابيرها الأثيرة. لدي أسئلة كثيرة لها. ما الذي يدفع شخصاً ما لفعل ذلك ومن هو؟ أوضحت والدتي أنه عندما كانت لاتفيا حرة، لم يكن عليك لعق الحذاء الروسي، «أما الآن فعلينا بناء نصب تذكاري لجاسوس مشبوه». "
التقييم ⭐⭐⭐⭐⭐