في البداية شعرت ان رواية نيورا هي تناص او عمل مُشابه لرواية ١٩٨٤ للعبقري جورج اورويل حيث الأخ الأكبر يري و يتحكم في كل شيء، و هنا قد استبدل بسادة الكيان، الا انني سرعان ما نفضت هذة الفكرة بعد أن تيقنت انني أمام عمل مختلف تماماً.
فالرواية ذات أبعاد فلسفية مختلفه فضلاً عن كونها عمل أدبي فريد، ففي متنها نجد تشريح للنفس البشرية و اطماعها و ما قد يؤدي اليه الخلاف و الاختلاف ناهيك عن الطمع و هو أحد مكنونات النفس البشرية منذ الازل، و ذلك بشكل سلس و مفردات دقيقه قد تكون صادمة في بعض الاحيان
، كما نجد الحل السحري لجميع مشكلات البشر الحالية و هو (الحب) الذي يحرر الإنسان و يجردة سواء من السلبيه او من الخوف الذي يعتمل في داخله وذلك ليرتقي به.
في رأيي هي رواية ديستوبيا حيث أن النصف الأول منها يحاول فيه الكاتب وصف يوتوبيا فريده سرعان ما نكتشف انها مبنية علي القمع و الخوف من العقوبه الوحيده، و ان مجرد التفكير هو جريمة مكتمله الأركان و هنا مكمن التشابه بينها و بين رواية ١٩٨٤!
استخدام الذكاء الصناعي كمحور رئيسي في بناء المستعمرة و التحكم فيها كان موفقاَ جدا و هو ما اضاف بُعدا حداثياَ للرواية، الا ان الكاتب - في رأيي - لم يوفق في إدخال آليات السفر عبر الزمان و دمجها في طيات الرواية لانه اخبرنا في الجزء الأخير من الرواية ان بعض من أهالي و أحفاد المؤسسين السبعه للكيان هربوا عبر الزمن حيث كتب نصاً:
❞ - الخبر السيء هو أن من سيتبقى من البشر العاديين من عائلات سادة الكيان أولئك القاطنون بالمنطقة الخضراء لن يتأثروا بالطبع بالقنبلة الكهرومغناطيسية، ستتمكن المقاومة من القبض على الغالبية منهم، إلا أنه سيتمكن بعضهم من الهرب والتخفي، لإنهم يمتلكون حُللًا مثل التي أرتديها الآن مضادة لجاذبية الزمكان، أمدهم بها زائرون مثلي من المستقبل، ليستخدموها حال ساءت الأمور، سيتمكنون بواسطتها من الهرب والتسلل إلى أزمنة مستقبلية ليعملوا في الخفاء، ❝
و هنا تكون المغالطة، حيث أن إتاحة إمكانية السفر عبر الزمان لعائلات سادة الكيان سيجعلهم بطبيعة الحال علي علم بالكارثة التي ستهدم كل ما تم بناؤه عبر سنوات و مع تقدمهم التكنولوجي الهائل فالنتيجة الطبيعية هي العمل علي صد النبضه الكهرومغناطيسية التي ستدمر جميع الدوائر الكهربائية قبل سنوات من حدوثها في الأصل خصوصا انهم لا ينقصهم التقدم التكنولوجي و هو ما نراه جلياً في جميع الأحداث.
اخيراً... جاء اسلوب الحكي بلغة سليمة و سلسه و ممتعة سواء للقاريء العادي او القاريء المتمرس و بتركيبات لغوية أضفت جمالاً علي النص.
في النهاية استمتعت جدا بهذا العمل الفريد و اتمني ان اقرا المزيد من الأعمال للكاتب.
#أبجد
#نيورا
#أحمد_عبد_العزيز
#سهرة_عيد_الميلاد_مع_ابجد_والرسم_بالكلمات