#سهرة_رأس_السنة_مع_أبجد_والرسم_بالكلمات
مرحبًا بكم في مراجعة رواية "نيورا"... الرواية التي جعلتني أعيد التفكير في كل شيء، بدايةً من التكنولوجيا وحتى شحن بطارية هاتفي.
بدايةً، اسمحوا لي أن أُخبركم شيئًا: إذا كنتم تبحثون عن رواية "عادية" لتقضوا بها وقتًا لطيفًا، فانسوا الأمر. "نيورا" ليست كتابًا تقرؤه قبل النوم؛ إنها تجربة تبتلعك بالكامل وتعيدك إلى العالم وأنت شخص مختلف، ربما أقل ثقة بتطبيقات هاتفك، وربما أكثر حذرًا من فكرة "تحديث النظام"!
دعونا نبدأ بالمقدمة: بمجرد أن فتحت تطبيق أبجد وقرأت ملخص الرواية، شعرت أن "نيورا"، المساعد الرقمي، تُخاطبني ببرودٍ جاف وسعادة مُصطنعة. كان الأمر أشبه بأن الكتاب يُدير الحوار معي شخصيًا: "أهلاً بك في عالم المستقبل! من فضلك، اترك عواطفك ومعتقداتك على الباب!" شعور جعلني أفكر في إغلاق التطبيق فورًا... لكن بعد خمس ثوانٍ فقط، انتصر الفضول، ووجدت نفسي أبحث عن الرواية بنهم!
والآن إلى التفاصيل التي أذهلتني:
أولًا، الـ QR Codes. هل يمكن لرواية أن تجعلك تشعر بأنك تعيش الأحداث؟ الإجابة: نعم، وبكل بساطة. تخيل أنك تقرأ مشهدًا لمدينة بأضواء زاهية وقوانين صارمة، ثم تمسح الكود لترى هذا المشهد يتجسد أمامك. كنت أقرأ، ثم أشاهد، ثم أعود للقراءة وكأنني أتنقل بين بعدين.
ثانيًا، عناوين الفصول. الكاتبة لم تكتفِ بجعل القصة مشوقة، بل وضعت عناوين تُثير التوتر في حد ذاتها. مع كل عنوان، شعرت أنني في سباق مع الوقت، وكأن بطارية هاتفي ستنفد قبل أن أتمكن من إنهاء الرواية. هذا النوع من التوتر اللذيذ جعلني أعيش القصة بالكامل.
ثالثًا، الحوار. كان الحوار أشبه بموسيقى متقنة؛ كل جملة تحمل وزنًا ومعنى. شخصيات الرواية لا تتحدث فقط، بل تُلقي بخطابات قصيرة تُشعرك وكأنك تُشاهد فيلمًا سينمائيًا أكثر منه رواية مكتوبة.
والاقتباسات؟ يا إلهي. لا أعتقد أن هناك كاتبًا يستطيع أن يُخرجك من حالتك النفسية الحالية، فقط ليُعيدك إليها بأسوأ طريقة مُمكنة، مثلما فعلت هذه الرواية. جملة واحدة فقط كانت كافية لأن تُجبرني على التوقف والتفكير في حياتي بأكملها. شكرًا يا أحمد عبدالعزيز، لأنك أعدتني لنقطة الصفر بحرفية شديدة.
"نيورا" ليست مجرد رواية، إنها تذكرة ذهاب بلا عودة لعالم قد يكون مستقبلنا يومًا ما. إذا كنت ممن يحبون القراءة التي تُثير القلق الوجودي وتجعلك تُراجع حياتك كلها، فهذا الكتاب لك. وإذا كنت من النوع الذي يُحب إغلاق الرواية والشعور بالسلام الداخلي... حسنًا، ربما تود إعادة التفكير.
وفي الختام، إن كنت تعتقد أن الرواية ستمنحك إجابات شافية عن الحياة والمستقبل، فأنا أؤكد لك أنك ستخرج منها بعدد أسئلة يكفي لفتح مؤتمر علمي دولي... ومع ذلك، ستبتسم وأنت تحمل الكتاب، لأنه ببساطة جعلك تفكر، تتوتر، وتضحك في آنٍ واحد، وكأنك في علاقة حب مع جهازك الرقمي!
#سهرة_رأس_السنة_مع_أبجد_والرسم_بالكلمات