ترددت كثيرًا قبل نشر المراجعة هنا، قد يعتبر البعض ما سأكتبه هنا حرقًا للأحداث أو قسوة على الرواية وأتمنى أن يتقبل الأستاذ الكاتب النصيحة:
إذا كانت هذه رواية عادية رأيتها في المعرض وجذبت انتباهي فاشتريتها فكنت سأعطيها 4 نجوم بكل رضا من باب الدعم، لكن بعد الضجة الدعائية على مجموعات القراءة وفيديوهات التيك توك والحاح تطبيق أبجد على وضع هذه الرواية أمامي في كل مكان اختلفت الحسابات تمامًا وللأسف لم تكن الدعاية المكثفة في صالح الرواية ولو أنها ستكون بالتأكيد عاملًا مؤثرًا في المبيعات خلال معرض الكتاب القادم لكن هل ستعيش الرواية أكثر من عام؟ أم ينتهي بها الأمر كالرواية السابقة للكاتب التي لا يذكرها من قرأها حتى؟
منذ بداية الرواية وسيشعر القارئ أنها تمت كتابتها في عجالة شديدة للاستفادة من نجاح الرواية السابقة أحلام نائل سويدان (التي مازلت متحمسًا لها بغض النظر عن أي شيء وأرى عبقرية في ربط الروايتين لكن القصة لم تكن بالقوة المطلوبة) وخاصة بسبب الأسلوب شديد التقريرية في أغلبية الرواية، غياب الحبكة، الكلام المتناقض، الكليشيهات التي اعتدنا عليها والتشديد في الدعاية على نقطة الذكاء الاصطناعي التي تكاد تكون بلا أي أهمية في الرواية من الأساس!
فكرة أقرب لأن تكون جيدة وتنفيذ جيد لكنه لم ينضج، لم يأخذ الكاتب وقته في قراءة ومراجعة العمل والتعديل عليه وانتقاء العبارات و و و… ويبدو أن الدار لم تأخذ وقتها في مراجعة النص وتدقيقه إلا لماذا نجد كلمات بلا نقاط، "كنتي"، "عيب كده" وغيرها من الهفوات المقبولة لأي رواية عادية لم يحدث قبل صدورها هذه الضجة الدعائية. وعلامات التعجب والاستفهام في كل مكان وأي مكان بسبب وبدون سبب. ملحوظة بخصوص فكرة الرواية: تم تنفيذ أفكار مشابهة لهذه الرواية سابقًا في سلسلة Foundation للكاتب الرائع إيزاك آزيموف وسلسلة Dune وبعض العناصر الخاصة بالسفر عبر الزمن وتطور البشر وما إلى ذلك قد نجد ما يشابهها في روايات د. نبيل فاروق مثل شمس منتصف الليل والذين كانوا لهذا تمنيت أن يطل علينا الكاتب بفكرة أصلية مبتكرة تتمحور حول الذكاء الاصطناعي أو تناول جديد لأفكار قديمة.
الشخصيات كلها خيرة ومثالية، لماذا؟ أين الجانب الآخر الذي ظل الكاتب يشوقنا له في الأحداث؟ هناك مقاومة والأمن شبه غائب؟ أين هؤلاء الملوك الآلهة؟ ألا توجد شخصية واحدة رمادية أو ذات أبعاد معقدة؟ شخصية متلاعبة خبيثة؟ شخصية الأم التي تظهر وتختفي فجأة بدون أي تبعات؟ أي محاولة لخلق صراع بدلًا من تكرار وذكر مواقف لا تدفع الحدث للأمام لمجرد زيادة الصفحات.
هناك الكثير من الثغرات في الحبكة وبناء العالم كنت أتمنى أن يتفاداها الكاتب بالمراجعات، أمور لم يتم تفسيرها، تفاصيل لم يتم البناء عليها أو العودة لها، بالإضافة للإسقاط شديد الوضوح الذي أصبح الثيمة المفضلة لدى عدد من الكُتاب لعام 2024 كأن القضية الفلسطينية كانت وليدة 7 أكتوبر فقط أو أننا نحتاج لمن يذكرنا بها. وأيضًا ما سبب اختيار موقع مصر؟ ولماذا كل الأسماء عربية؟ ولن أتفاجأ لو كانت الأغاني الفلكلورية المذكورة عربية أيضًا.
الدعاية المكثفة والتعجل في نشر الرواية إليكترونيًا (قبل المعرض بشهر) ظلمت عملًا واعدًا ومنعتني من رؤية محاسن الرواية بينما أتصيد أي خطأ.