مدينة تحاصرها الميكروفونات ، و وطن صار مقبرة أبناءه ، وطن عذبته الطائفية ، قهره الفساد ، و ضيعه الصمت رغم أصوات ميكروفوناته التي لا تنتهي ما بين فرح و نعي ، ثورة و أزمات ، إنفجار و هروب .
ما جدوي الصوت إن كنت ممنوعّا من التعبير ، من الحلم ، من حتى مجرد المحاولة ... تحيا لتمرر أيامك كما هي بلا أمل في مستقبل مختلف .. فهل يكمن الحل بالهروب و إن هربنا فلمن نترك أوطاننا ؟
رواية عن لبنان المعاصرة ، صورة مغايرة لما قد تتخيله عن هذا البلد الجميل ، مع سلطان ساكن المقابر ، ابن ناعي الموتى نبدأ الحكاية ، سلطان الحالم بالهروب من هذه المقبرة ، المتردد أملًا في حب ربما يكتمل ، ثورة قد تغير الحال ، أو ميكروفون يمنحه القوة لإخراج كل ما بقلبه .
فهل نأمل بأن يرحل الفساد يومًا ؟ هل يتخلى الطاغية عن هراواته و ميكروفوناته تاركًا للوطن فرصة التنفس ؟ و لأبناءه الأمل بمستقبل مغاير ؟
عمل رُسمت شخصياته المختلفة ببراعة و جاءت مُحملة بالعديد من المشاعر و الأفكار ، لينقل صورة واقع غلفته الكوميديا السوداء ، مع استخدام لغة سهلة ، جمل سلسة معبرة ، و أحداث متصاعدة بوتيرة جذابة مع ترقب لما سيكشف عنه الكاتب خلف كل شخصية ، كما جاءت الكثير من مشاهد العمل قصيرة ، مركزة المعنى ، تصلك رسالتها بأبسط الكلمات و أذكى الوصف .
عمل إنساني عنا و عن الوطن يحمل بين طياته و سطوره مرثية كبيرة في حب الأوطان .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#ميكروفون_كاتم_صوت
#محمد_طرزي
#قراءات_٢٠٢٤