فوجئت أن الكتاب يعرف كرواية. ما الذي يخلق رواية مجموعة قصص قصيرة مذيلة بخاتمة بطلها الطبيب النفسي؟ وما المانع أو العيب أن تكون مجموعة قصصية؟
القصص جميلة. بها شيء محبب لا أعلم ما هو. أحيانا أشعر أن الكاتب قرر قبيل خاتمة القصة أن يخربها أو أنه لا يعرف كيف يختمها. ولكن تبقى القصص جميلة. شدتني فكرة الطفل في القصة الأولى الذي مر خلال توهانه بمراحل العمر. السحر والحب والأسى والصراع. ثم يستعيد طفولته لأن الأب لم يتركه أو هكذا يظن. الحقيقة أنه لم يته. هو نضج وخاض غمار الحياة ويمني نفسه أنه والده عاد به إلى للطفولة مرة أخرى. قصتا كراسة الحقيقة وهوس خيري شلبي مناسبتان لشخص مثلي يكره الزيف والنفاق في الحياة الثقافية. قصة دفعة الغضب عن من حضرة مرحلة الثورة في أثناء لدراسة الجامعية مسددين فاتورة التقلبات التي مر بها المجتمع وكأنهم سبب تلك التقلبات والضياع.
الغابة والقفص عن توحد ذوي العقول في المجتمع بدلًا من أن يكونوا قادته. ينتظرون أن ينقذهم العقل ولا يدركون حكمة الجهل والجبن إلا بعد فوات الأوان.
وأقول أخيرًا. لولا الفقرة الأخيرة وكلمة"رواية" لقلت إنها من أفضل المجموعات القصصية في الفترة الأخيرة.