نحن الذين صرفوا معظم العمر في المدن الآهلة نكاد لا نعرف شيئا عن معيشة سكان القرى والمزارع المنزوية في لبنان، قد سرنا مع تيار المدنية الحديثة حتى نسينا أو تناسينا فلسفة تلك الحياة التي إذا ما تأملناها وجدناها مبتسمة في الربيع، مثقلة في الصيف مُستَغَلَّةً في الخريف، مرتاحة في الشتاء، متشبهة بأمنا الطبيعة في كل أدوارها. نحن أكثر من القرويين مالا وهُم أشرف منا نفوسا.