وأنا أقرأ هذه الرواية، وجدت نفسي تمتلئ بالأسئلة كالـ(البدوية) الغريبة نفلة، وتارة أهتدي للحكمة كزعفرانة. أثق الآن وأنا أطوي الصفحة الأخيرة، أن مرة واحدة لا تكفي لهذا الكتاب. إذ تتناول الراوية قضايا كثيرة، تسوقها لنا نفلة بخطواتها الصغيرة في الصحراء والقرية والمدينة، كيف تبدأ الأماكن غريبة، ثم تكتسي بالألفة المحببة، وتعود غريبة مرة أخرى! كيف تكون الوجوه واضحة ثم تختفي من الذاكرة! وكيف يسوقنا القدر لطرق شائكة توصلنا لمحطات محببة. أجدني مذهولة من سلاسة السرد، وغموض الحبكة، وكيف تقودنا الأحداث دون هوادة وبدهشة لا تفنى.