رواية "كاتيا" لـِ Leo Tolstoy ..
من الأعمال التي تكشف عمق رؤية الكاتب للطّبيعة البشريّة وما يعتريها من تناقضات وصراعات. تحكي القصّة عن كاتيا، إمرأة شابّة تجد نفسها في مواجهة قرارات مصيريّة تمسّ حياتها الشّخصية والإجتماعيّة، حيث يتجلّى الصّراع بين رغبات القلب وضغوط الواجبات الأخلاقيّة والمجتمعيّة.
يستعرض تولستوي في هذه الرّواية العلاقات الإنسانيّة بأسلوبه الفريد الذي يمزج بين التّحليل النّفسي والتّأمل الفلسفي. من خلال تطوّر الأحداث، تتعرّض البطلة لتجارب تغيّر نظرتها للعالم ولذاتها، ما يجعل الرّواية اِنعكاسًا عميقًا لمعنى الحرّية، المسؤوليّة، وقوّة الحبّ في حياة الإنسان.
أسلوب تولستوي في السّرد بسيط وعميق في آن واحد، حيث ينسج تفاصيل الحياة اليوميّة بلمسات فلسفيّة تدعو القارئ للتّفكير والتّأمل.
شخصيّات الرّواية، رغم بساطة بعضها، تحمل أبعادًا معقّدة تكشف عن رؤية شاملة للإنسان ومكانته في الكون. الرّواية تُظهر عبقريّة تولستوي في تصوير المشاعر المتناقضة، وتجعل القارئ يعيش التّجربة كما لو كان جزءًا منها.
"كاتيا" ليست من أشهر أعمال تولستوي مثل "الحرب والسلام" أو "آنا كارنينا"، لكنّها تحمل بصمة الكاتب الفريدة في اِستكشاف النّفس البشريّة وتعقيداتها.
ليست مُجرّد رواية رومانسيّة أو اِجتماعيّة، بل هي دراسة دقيقة للرّوح البشريّة، تلامس القلوب وتتركـ أثرًا عميقًا في نفس القارئ.