❞ أتأمّل زعفرانة كم تشبهني، بدونا مرآة تتعاكس عليها أشعة النُّور وظلال العتمة. هل أشبه زعفرانة إلى هذا الحدّ؟ أم أنّني هي؟ هل هي حقًّا كائن آخر أم أنّني من ابتدعتها من نسج خيالي؟ هل خلقتها في رأسي كي أستند عليها في ليالي وحدتي وضعفي؟ لوهلة أدركت أنّني لم أكن أنظر إليها كما يراها الناس من الخارج، امرأة سابحة في العتمة، كنت أرى النور الذي بداخلها، قد تكون هي جزئي المعتم، ثم بكيت بكاء حارًّا، فكيف أعرف أنّني لم أصنع فكرة زعفرانة ولم أحيا بها؟ ❝
ربما سيطرت الدهشة على بدرية البشر بعد أن انتهت من الحكاية. فأنا موقن أنها كانت مثلنا تماما لا تعرف النهاية. فقد كانت
❞ الجملة الأولى تلد أختها، تتتابع الخيالات، فتنبجس منها الحكاية. ❝
و كانت الحكاية
❞ حكايةُ ثأرٍ لا تنتهي، قاتلٌ وقتيلٌ ❝
كانت الصغيرة نفلة هي الراوية و لكن لعن الله الفزلكة التي تجعلني أرى ما لا يراه الناس
❞ تعلمنا كيف نستمرئ غصّات الوحدة، أخذنا نتمرّن على مساكنة الألم، فصرت أمًّا لعامر وأصبح هو أبي الصَّغير. ❝
فقد رأيت نفلة تمثل المرأة السعودية الوليدة بكل بداوتها و كل التحديات التي واجهتها و كل اغترابها عن محيطها و تفاعلها معه في آن واحد و كانت الزعفرانة هي الصندوق الأسود لسحر الماضي و أصالته. كانت المحرك الخفي و حامي حمى الطفلة الوليدة التي اخذت بيدها في ضعفها حتى وصلت للتحضر و الرقى في نقلة جديدة للمرأة السعودية في عهد جديد كادت أن تتحرر فيه من عبودية فرضها عليها المجتمع أجيالا طويلة
❞ نظرت للأعلى موقنة أنّ الإجابة سوف تأتي من السَّماء.
توارى القمر خلف غيمة بيضاء، علّه ذهب يحضر الإجابة. الغيوم السوداء محمّلة بالماء فوق رأسي ترقبني. انتظرت القمر حتّى يبارح خلوته ❝
القمر بارح خلوته و أضاء سماء المدينة و تنسمت المرأة السعودية نسيم الحرية و رحلت العبودية التي تربت عليها أزمانا طويلة و بكيناها و تأهبنا لمعركة طويلة مع كل طيور الظلام المتربصين.