هل دي رواية ولا سيرة ذاتية للكاتب؟ مش عارف بس في الحالتين مش مهم، عشان ببساطة الكتاب بيتكلم عن جيل كامل (جيلي) اللي اتولد حوالين سنة ١٩٨٠.
في البداية اخترت قراءة الكتاب على اعتقاد إنه هيكون رواية نوستالجيا لجيل الثمانينات، لكن الرواية فاقت توقعاتي بعمقها ومحاولة الربط بين هوية جيلنا (حمادة) وهوية جيل آباءنا (بابا) التي ترتبط بطبيعة الحال بتحورات مزلزلة في الهوية العربية خلال القرن العشرين من كفاح ضد الاستعمار ومجهودات مبشرة بأمة متحدة ومستقبل واعد، الى هزائم وانكسارات وتفكك ثم تناحر وتصارع.
الرواية بتخلينا نشوف وقع كل الزلزلة اللي مر بيها جيل بابا حمادة عليه، وأثرها اللي انتقل الى حمادة وجيله، يمكن الواحد أول مرة يبص ويتذكر الأحداث والمحطات المهمة اللي مرت بيها مصر والأمة العربية لما كنا أطفال لا نعقل وإن عقلنا لا نهتم، ولكن كانت هي البذور التي رأينا طرحها عندما كبرنا وعقلنا واهتممنا.
الرواية مهمة لفهم وترجمة جيل معين لنفسه، ولهذا السبب أعتقد أنها ستكون لها رواج وقبول لدى فئة عمرية معينة فقط وتقتصر عليهم، لكن بالنسبة للأجيال اللاحقة، أعتقد هيحتاجوا يستنوا لما 'حمادة' جيلهم يكتبلهم كتاب زي ده...
قرأتها ضمن تحدي أبجد للقراءة ٢٠٢٤
محمد متولي