❞ كان يسكن قلبي
وأسكن غرفته
نتقاسم نصف السرير
ونصف الرغيف
ونصف اللفافة
والكتب المستعارة ❝
كم هو جميل الرجل وملائكي حين تصفه امرأة تحبه، لكن لو نحينا تلك المرأة المحبة المنبهرة من المشهد، على ماذا سنحصل؟ على رجل مشاكس بوهيمي لديه تضخم في الكبرياء؟ أم على صورة تقليدية "كليشية" لمثقفي وسط البلد الذين يتشدقون بمبادئ قد لا يطبقون معظمها ويتمتعون بحالة من التناقض في المواقف؟
لكني تسألت، ماذا لو كنت مكانها، بمعنى أن اكتب عن حبيبي، ذلك البعيد، الحاضر الغائب، أن اكتب عن مشاعر الحب والاعجاب والانبهار وأيضًا الفقد والحسرة. وجدت نفسي لا أستطيع الكتابة بموضوعية مثلما كنت أطالب عبلة بين صفحات الكاتب، وأقول لها: بالله عليكِ يا سيدتي القليل فقط من الموضوعية، هل تزوجتي ملاكًا ونحن لا ندري. لكن هذا هو الحب.
لا استطيع الحكم عن قلبها الذي تعلق بأمل بكل عيوبه خاصة بعد مشاهدة فيلم "الغرفة ٨"
تجربة شاعرية جمعت بين قلبين لم يكترثا لأي أحد، لم يسمعا سوى صوت قلبيهما، تقبل كلا منهما الأخر حتى ذاب فيه.
عن امرأة عاشقة لحبيبها وزوجها وهو يصارع المجتمع والمرض وشياطينه الخاصة،
أسلوب أستاذة عبلة جميل وشاعري جدًا ومتمكن وسلس.
كان أمل يخاف من أن يُظهر مشاعره، لكنه يحتاج من الآخر التأكيد المستمر على صدق نواياه، وهذا هو التصرف الطبيعي لرجل بقلب طفل، رجل لم يعش طفولته وكان متنفسه الوحيد هو القراءة والشعر.
مؤلمة وشاقه تلك الكلمات التي نسجتها عبلة في فترة مرض أمل، حيث تنكشف الأقنعة عن الاصدقاء المزيفين.
لكن كل هذا لا يمنع من ذكر السلبيات التي ضربت الكتاب في مقتل بالنسبة لي،
لست ممن يروق لهم شعر أمل دنقل للأمانة، وملاحظاتي السلبية على الكتاب كانت أنه في كثير من المواقف نصبت عبلة نفسها بكل تعالي حكمًا على كثير من الأشخاص، تدين من تشاء وتعتز بمن تشاء، تتدخل في نوايا البشر وتصدر حكمها النهائي، نصبت من زوجها نبي يجب على الجميع الخضوع والاستسلام له. وكأنها أرادت أن تقول بكل عجرفة: "كلكم يا حثالة القوم، أقل شئنًا من شاعري العظيم المبجل"
الكتاب غير موضوعي في كثير من الجوانب، وحتى مع عدم الحيادية رأينا الوجه القبيح لكثير من الأشخاص وعلى رأسهم معشوقها. ولا أدري بما أنها كانت تُصدر الأحكام على من تشاء، لماذا لم تدين موقف صلاح عبد الصبور وجعلته مجرد ضحية. يبدو أنه في عالم زوجة صاحب قصيدة "لا تصالح" بعض الشعراء مغفورة ذنوبهم أيًا كانت.
تقييمي: ⭐⭐⭐
اقتباسات:
❞ ويكره إلى درجة النسيان وإلغاء الشخص تمامًا.. إلى درجة قسوة القلب وعدم المغفرة.. ❝
❞ إن قلبك قفر جدًّا لا يستطيع أن يكون وسادة لمتعب أو رشفة لظمآن. ❝
❞ كان يدرك جيدًا طبيعة قلبه؛ ولهذا لم يفتحه إلا لأشخاص يستحيل عليهم إيلامه، لقد كان يملك قلبًا نبيلًا أشد رهافة من احتمال أي محاولة لإيلامه؛ ❝
#أبجد
#الجنوبي
#عبلة_الرويني